بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:
ويا أخي قول الحق إني أذكر نفسي وإياك وجميع إخوتي الأنصار من كتاب الله بحكم الذين ينادون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وراء الحجرات فيقولون يا محمد أظهر لنا كمثل نداءك للإمام والذي نظنه بغير قصد ولو أنك سكت وصبرت لكان خير لك فانظر لحكم الله في هذه المسألة قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون (٢) إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (٣) إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون (٤) ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم (٥)}[الحجرات].
فهل نظرت لحكم الله في نداء الرسول وكذلك خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني من أهل الذكر الذي أمر الله بطاعتهم من بعد رسوله لذلك حين تتم منادته فإنه يدعى بصفته مع خفض الصوت حين يتم نداءه ولا يتم الجهر به كما نجهر لبعضنا بعضا وقال تعالى:
{لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[٦٣:النور].
وأما ما يخص ما تناقش حوله أخي الباحث ٣٠/٩ مع أخي أبو محمد حول العلم ببيان القرآن والفرق بين الإمام المهدي وبين بقية العباد فأرى الحق هو مع أخي ابو محمد خاصة في القول الذي قلت فيه:
(أنه لن يستطيع أحد أن يأتي ببيان آية واحدة من القرآن إلا الإمام المهدي).
وهذا القول بالمعنى لأبي محمد على لسان أخي الباحث قول حق لا شك ولا ريب.
وهل تعلم لماذا يا أخي الباحث؟
وذلك لأنه لو أن أحد ما أتى ببيان آية واحدة من القرآن مفصلة تفصيلا بالحق وأحسن تفسيرا، إذا فإنه سيكون قد تغلب على الإمام المهدي بمسألة, فيكون الإمام المهدي ليس هو الإمام المهدي ما لم يهيمن على جميع العباد في جميع المسائل.
وقد يقول أخي الباحث إتقوا الله يا إخوتي فلا تأخذكم العزة بالإثم فتبالغوا بإمامكم إن هو إلا بشر مثلكم؟ أفلا تروني وكثير من إخوتي الأنصار نستطيع أن نأتي ببيان بعض الأيات دون خطاء فكيف تقولون أن ذلك حصريا على الإمام المهدي فقط والقرآن تنزل بلسان عربي مبين ليفقهه كل عربي؟ فكيف ييسر الله القرآن ليدكروا ثم تقول أنت بأنه لا يستطيع أحد من الناس أن يأتي ببيان آية واحدة مفصلة بالحق وأحسن تفسيرا كون ذلك يخص من يصطفيه الله للناس إماما فقط؟
ثم أجيب أخي الباحث وأقول اللهم زدني تقوى وعلما واعلم حبيبي في الله أن هذه ليست مبالغة في الإمام المهدي ولكنك لم تستطع الإحاطة بالفارق العظيم بين الإمام المهدي وبين طلابه وجميع المسلمين والناس أجمعين.
فانظر يا أخي إنه قد يتمكن أحدنا من فهم آية فهم صحيح بناء على المعطيات التي علمناها من بيان إمامنا للقرآن ولكنه لن نتمكن من تفصيلها في كل موضع في القرآن بما يخص نفس وذات الموضوع ثم نأتي بالحق وأحسن تفسيرا ولذلك فإن بيان أحدنا لتلك الآية لن يكون بيانا كاملا بل شيء من بيان عن تلك الآية.
وأما الإمام المهدي فإنه سيأتينا بالحق وأحسن تفسيرا بمعنى أنه سيفصل لنا تلك الآية تفصيلا في جميع المواضيع التي تتكلم فيه وفي ذات ونفس الموضوع سواء بالمحكم أو بالمتشابه فلا يترك بابا يخص تلك الآية إلا فصله تفصيلا لقوم يعقلون.
وهذا هو الفرق يا حبيبي في الله بين الإمام المهدي وبين الناس أجمعين في بيان القرآن أن الإمام المهدي يأتي الناس بالحق وأحسن تفسيرا ثم يفصله لهم تفصيلا وليس الفارق هو ما تقوله بأن الإمام المهدي يستطيع أن يأتي ببيان جميع آيات الكتاب بينما شخص آخر يستطيع أن يأتي ببيان آيات كثيرة فقط ... وهيهات هيهات لو استطاع أحد الناس أن يأتي ببيان آية واحدة أو مسألة واحدة بالحق وأحسن تفسيرا فيفصلها تفصيلا فتلك حجة عبدالله وخليفته على العباد والله على ما أقول شهيد ووكيل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ونعم ما كان عطاء ربك محظورا وقد يسر الله القرآن للذكر وقال تعالى:
{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}[القمر].
وأما كيف يسر الله القرآن للذكر؟
والجواب: هو أن الله يسر القرآن للذكر بلسان أهل الذكر تصديقا لقول الله تعالى:
{فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون (٥٨) فارتقب إنهم مرتقبون (٥٩)}[الدخان].
ولم يكن القرآن يسيرا للذكر من غير أهل الذكر الذين بعثهم الله من بعد رسوله ليعلموا الناس ما شاء الله من بيان القرآن وأولئك هم أئمة آل بيت رسول الله الإثنى عشر إماما أولهم الإمام علي وآخرهم وأعلمهم وأكبر خلفاء الله أجمعين الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليهم وآلهم الصلاة والسلام.
ولم يكن أهل الذكر هم علماء المسلمين بل علماء المسلمين أكثرهم لا يعبدون الله إلا ظنا كلا يتبعون إلا ظنا إلا من رحم الله من العلماء المكرمين أولئك نصلي عليهم ونسلم تسليما كثيرا.
ولو كان علماء المسلمين سواء كلهم أو بعضهم هم أهل الذكر الذين وجب إتيانهم وسؤالهم إذا لماذا رفع الله الذكر عن هذه الأمة منذ ألف عام بينما علماء المسلمين الذين يقولون أنهم هم أهل الذكر يملئون الأرض فكيف يرفع الذكر وأهله بين الناس تصديقا لقول الله تعالى:
{أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوم مسرفين}[٥:الزخرف].
وما رفع الله الذكر عن الأمة ألف عام إلا من بعد موت أو مقتل الإمام الحادي عشر من أئمة آل البيت وعرجت روحه للسماء لإسراف الناس وعدم خضوعهم لما اختاره الله لهم وبذلك رفع بيان القرآن حتى تنزل هذا الأمر مرة أخرى بعد ألف عام بمبعث الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وقال تعالى:
{يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}[٥:السجدة].
وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العاليمن.