أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأن ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب الشامل.
وسبحان الله اللطيف بعباده، فانظروا أن الذي حدث هو من باب التمهيد لعقل مريم صلوات ربي وسلامه عليها! فهو تمهيد لها لكي تصدّق بمعجزة ربّها في بطنها بكلمته (كن فيكون) المسيح عيسى بن مريم، فانظروا الاقتباس من بيان اليوم:
مِن باب التّمهيد لخلق الله عبده المسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ ألقاها إلى مريم (كُن فيَكون) فمِن باب التّمهيد مِن ربّ العالَمين لتُصَدِّق بأمر ربّها في مُعجزة حَملها مِن غير أن يمسَسها بشر، ولذلك أيّد مريم ابنة عمران بمُعجزاتٍ خارقةٍ حقيقيّةٍ على الواقع الحقيقيّ.
انتهى الاقتباس.
ولقد زادنا الله علمًا بأن الاقتراع هو اختيار الله، ولكن لا زلنا لا نعلم عن ناموس تطبيقه من حيث الكيفية والتوقيت والحالات، ولا نستعجل على ذلك الآن فلكلّ حالٍ مَقال.
ولقد زادنا الله علمًا بأن لمريم معجزات خارقة مع إنها ليست نبية ولا رسولة؛ بل مؤمنة صدّيقة مثلها مثلكم جميعًا يا عبيد الله.
وانظروا لفارق اليقين بالله بين نبي الله زكريا والصدّيقة مريم عليهم الصلاة والسلام، وإليكم اقتباس من بيان اليوم يوضح ذلك:
(( فقال: "يا مريم أنّى لكِ هذا؟ ولسنا في موسم هذه الفواكه؟!"
فقالت أنه مِن عند الله إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ، فقال لها زكريا: "وكيف رزقِكِ الله فهل أحضر هذه الفواكه - الملائكة - مِن الجنة؟" فقالت مريم: "كلّا يا أبتي بل أنا مَن أصنع هذه الفواكه وكل ما تجده لديّ مِن طعامٍ فلم يُحضِره أحدٌ مِن أعمامي كما ظننتَ في نفسك؛ كونك تجد لديّ طعامًا كل يوم ولم تسألني مَن جلب إليّ الطعام؛ فأردتُ أن أعمل لك مفاجأة".
فقال: "وكيف تَصنعين ذلك؟"
فقالت: "يا أبتي؛ سَل ما في نفسك" فطلبَ شيئًا كذلك لم يأتِ بعدُ مَوسِمه فأحضَرت ترابًا وماءً؛ وصنَعت مِن التّراب على هيئة ما طلبَه عمّها زكريا - تمرًا رطبًا جنيًّا -
فقالت: "اللهم اجعله رطبًا جنيًّا" فأجابها الله؛ فإذا ببراعم التّراب صاروا رطبًا جنيًّا، فقالت: "تفضّل يا عمِّي الحبيب" فتناول زكريا ما شاهده بأمّ عينه أنها صنعَته مِن ترابٍ مِن غير شجر نخيلٍ؛ فأكَل منه فوجده حقًّا رطبًا جنيًّا حُلوَ المذاق كمثل الرّطب الجَنيّ المعروف حين ينضجُ، فشاهد قُدرة الله كيف أجاب الله دعاء مريم بفواكه مِن غير شجرٍ ورطبٍ بغير نخيلٍ، هنالك دعا زكريا ربّه بيقينٍ تامٍّ، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٨﴾ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٣٩﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿٤٠﴾ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٤١﴾} [آل عمران].
فكان يُعيقُ يقينَ دعاء زكريا أنّ امرأته عاقر أي قاعِدًا لم تَعد تحيض؛ ولكنّه أيقنَ أنّه حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فسوف يُجيبه الذي أجاب مريم؛ فكيف أجابها الله بفواكه مِن غير شجرٍ ورطبٍ جَنيٍّ مِن غير نخيلٍ! إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير ، فدعا ربّه أن يهبَ له ذريّةً طيّبةً حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فإنّ ربّي سميعُ الدّعاء على كل شيئٍ قدير، كونه وجدَ معجزات خارقة لدى مريم عليهم الصّلاة والسّلام ولذلك دعا ربّه في تلك اللحظة وهو مُوقِنٌ بالإجابة رغم أنّه يدعو مِن قبلُ ولكن كان يُعيقُ يقينَ الإجابة أنّ امرأته صارت عاقرًا قاعِدًا لا تحيض.
انتهى الاقتباس.
ولكن ما رآه نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام من يقين مريم الصديقة جعله يدعي ربه باليقين؛ فتمت إزالة ما كان يعيق هذا اليقين، إذًا نرى هنا أن هناك من الصديقين من هو اكثر يقينًا من الأنبياء.
وأما عن جزء طلب الرفَث من زكريا لزوجته عليهم الصلاة والسلام فنفهم منه أنه كان حملًا عاديًّا تسعة أشهر وإنما المعجزة في حدوثه وهي عاقر وهو شيخ.
وكل ذلك تمهيد للحمل الغير عادي بدون ذكر بل بالأنثى فقط هو الحمل للمسيح بن مريم عليه الصلاة (كن فيكون).
وبشرى بمجيئ بن مريم صلوات ربي عليه وسلامه قريبًا.
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأن ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب الشامل.