بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
أخي وحبيبي في حب ربي عبدالله الحسيني أشكرك على تذكيري ببيان خليفة ربي عن الحكمة والموعظة الحسنة والقول اللين وكذلك نحن إن شاء الله فأين أغلظت عليك أحين ذكرتك بما تعلمناه من بيان فغضبت وقلت أني ألقي عليك التهم جزافا وحاشا لله أن أتهمك بشيء إطلاقا ولم ألقي عليك بالتهم يا حبيبي في الله ورحم الله امراء عرف قدر نفسه فكيف أرميك وأنت أخي وحبيبي في الله وحتى لو كنت باحثا فكيف أقول عنك شيء لم تقله فأتهمك بهتانا وزورا وما علمنا خليفة الله ذلك بل أدبنا بالبيان الحق للقرآن فأحسن تأديبنا عليه وآله وأنصاره الصلاة والسلام لذلك إن ساءك قولي فتقبل خالص إعتذاري أخي الحبيب ولكني أعلم مالذي أغضبك حبيبي في الله وهو قولي لك قل هاتوا برهانكم إن كنتم من الصادقين ولكني أقول لك أخي الحبيب بأني لم أقل ذلك إلا لأننا وجدنا في كتاب الله بأن قصة بناء السد قد تمت في الرحلة التي بلغ فيها ذي القرنين مطلع الشمس ومغربها ومن ثم علمنا خليفة الله أن نقول قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين حتى ولو كان صاحب القول أخاه ابن أمه وأباه رغم أني أعلم أنك تتدبر وتخمن ولكن تدبرك كان في شيء قد سبق بعض بيانه ووجدنا بأن السد تم بناء في الرحلة التي بلغ فيها الرجل الطواف مشارق الأرض ومغاربها لذلك طالبتك بالبرهان.
وأما إعتراضي على بعض ما قلته فهو بسبب أن بين أيدينا بيانات واضحة تنفي عودة وبعث محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيانات الإمام واضحة وليست متشابهه ويا حبيبي في الله لا تغضب من أخيك فرب ضارة نافعة ولم يكن ردي عليك هو الوحيد بل قد وضعت ردا من قبل على أخي الوصابي وأخي لله الحمد والمنة.
ويا حبيبي في الله ما كان ردي عليك خاليا من البرهان والدليل بل أنت من وضعت قولي محل الشبهة دون دليل فأنا حين أخاطبك وأقول أن الله لم يأمر محمدا رسول الله بأن يقتدي بهدى قوما يحبهم الله ويحبونه كوننا لسنا مبتدعين بل نحن متبعين وأمرنا الله أن نقتدي بهدى جميع الأنبياء والمرسلين وآتيناك بالدليل وسنزيدك على ذلك دليلا آخر من بيان الإمام الأخير حيث قال:
(( فاعبدوا الله وتنافسوا على حب الله وقربه أيكم أقرب ولا تذروا التنافس إلى الرب حصريا لأنبيائه ورسله وما هم بشر عبيد لله مثلكم ولكم الحق في الله مثل ما لأنبيائه ورسله فالتزموا بناموس العبودية في محكم الكتاب التي اتبعها كافة العبيد المكرمين الذين عبدوا الله فتنافسوا في حبه وقربه أيهم أقرب إلى الرب فقد أفتاكم الله عن كيفية عبوديتهم في محكم كتابه في قوله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [٥٧:الإسراء].
وأما قوما يحبهم ويحبونه فهم كذلك يفعلون حتى إذا فازوا بأعلى وأقرب درجة إلى ذات الرب فلن يرضوا بها حتى يرضى ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى.
فركز يا حبيبي في الله على قول الإمام:
(( فأما قوم يحبهم الله ويحبونه فهم كذلك يفعلون حتى إذا فازوا بأعلى وأقرب درجة إلى ذات الرب فلن يرضوا بها حتى يرضى )).
إذا صار الأمر واضحا بأننا مأمورون بالإقتداء بهدى جميع الأنبياء والمرسلين وإنما الفرق بيننا وبينهم أننا اتخذنا رضوان الله في نفسه غاية وليس وسيلة فلن نرضى حتى يرضى حبيبنا ربنا فكيف تقول يا حبيبي في الله بأنه ليس لدي دليل بل قد أتيناك به وما قلت لك إلا ما وجدته في بيانات النور ولكني لا أستطيع الإقتباس لإستخدامي لهاتف تقليدي لذلك أضطر للكتابة.
أما القول يا حبيبي في الله عن قوله تعالى:
{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [114:طه].
فنعم كلنا يقول ذلك الدعاء لكن إنظر أخي الحبيب ألم يزيد الله عبده ورسوله علما فقال تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [٥٢:الشورى].
وزاد الله عبده ورسوله علما بأخبار من سبق قال تعالى:
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٤٤﴾ وَلَـٰكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَـٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٤٥﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)} [القصص].
لذلك جعل الله عبده ورسوله أعلم جميع الأنبياء والمرسلين فزاده علما ولم يكن بأعلم منه إلا معلمه شديد القوى جبريل عليه الصلاة والسلام.
إذا فكيف سيجعل الله عبده ورسوله أعلم عبدا فليس بأعلم منه غير صاحب علم الكتاب كيف ذلك والله يقوله:
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ} [٥:النجم].
فأين نذهب بهذه الآية حبيبي في الله عبدالله كون المعلم أعلم من التلميذ وكذلك أخي الحبيب إنظر لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [١٠١:المائدة].
إذا قد عفا الله نبيه عن بيان بعض الآيات ثم قال:
{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [١٠٥:الأنعام].
فتكفل الله ببيان بعض الآيات للقوم الذين يعلمون على لسان الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن لذلك أمر الله رسول أن يحمد ربه ببعث خليفته فقال:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [٩٣:النمل].
إذا فكيف يعيد الله محمدا عبده ورسوله ليعلمه ما عفاه عنه وكذلك وعد الله لنبينه ببيان القرآن على لسان خليفته الإمام المهدي في القوم الذين يعلمون.
إذا حبيبي عبدالله صار الأمر واضحا فيما قلته مما تعلمته ووجدته في بيانات النور ومتناقضا في قولك ولا تقل أنه لا دليل لي حبيبي في الله وإنما كان ردي عليك في تدبرك هذا كوننا نعلم بالبعض منه في بيانات النور فأتيناك بما تعلمناه لعله غاب عنك شيئا منه فلم تتطلع عليه فانظر إلى تدبرك السابق عن فتى موسى وغيره وغيره لم نستطع أن نرد عليك كوننا لا نملك شيء من بيان الإمام عن ذلك فتركنا الأمر لخليفة ربي أما في موضوعك هذا ففيه تناقض كبير منها بعث محمدا رسول الله من جديد وأنت ونحن نعلم بأنه قد مات فكيف يبعثه الله حبيبي في الله ولو تم بعثه لخالف ذلك قول الله تعالى:
{وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} [الإسراء].
إذا فقد أصبح بعث محمدا رسول الله مرة أخرى باطلا يا حبيبي في الله سواء جعلته محكما أم متشابها كون الحكم في عدم بعث محمد رسول الله في هذه الآية ليس متشابها بل محكما وما آتيناك إلا بما تعلمناه ووجدناه في كتاب الله كون تدبرك في عودة محمد ليس منطقيا بل ويخالف ما لدينا من بيان للقرآن فأين الشبهة فيما أقول وقد أتيتك بالدليل من القرآن وبقول يقبله العقل والمنطق ولو أن تدبرك كان حول شيئا ليس لدينا عنه علما في بيانات النور لخضنا معك الحديث عنه لنتدبره أو لسكتنا عن ما لا نستطيع قوله فبارك الله بك أخي عبدالله ولا تغضب من الحق يا حبيب الله وإنما يذكر بعضنا بعضا فخذ ما ذكرتك به كوني جئت به من بيانات النور وما غرك أخي عبدالله في بعث محمدا رسول الله وأنه ذي القرنين هو قول الإمام للسائلة أنها عندما ترى ذي القرنين ستعرفه ثم أسست تدبرك على آيات قد بينها خليفة الله ببيان واضح بين منها المقام المحمود فذهبت إلى أنه مقام عز وملك في الدنيا واستدللت بقول الله تعالى:
{أم أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} [٥٤:النساء].
رغم أن خليفة الله قد بين بأن هذا الملك العظيم سيرثه الله للمهدي المنتظر وهو جنة الله من تحت الثرى الأرض المفروشة.
ثم إن خليفة الله قد بين أن المقام المحمود هو مقام عز ملك بالنسبة لرسوله في الآخرة فيعطيه ربه حتى يرضى فأين سيعطي الله رسوله حتى يرضى أليس ذلك في الآخرة حين يرضى الله عنهم ويرضوا عنه تصديقا لقول الله تعالى:
{رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ } [8:البينة].
أما ما يخص الشهادة فلم أجد في بيان الإمام إلا أنه يقول:
(( ولكن الله لم يكلف نبيه أن يبلغ العالم بأسره بل كلف نبيه ليبلغ به قومه ليبلغوه إلى الناس كافة ولذلك يأتي الله بنبيه شهيداً على قومه أنه بلغهم بالقرآن العظيم ثم يأتي بقومه جيلاً بعد جيل شهداء على الناس بأنهم بلغوهم برسالة ربهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [143:البقرة].
صدق الله العظيم ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والأمة الوسط كما ذكرنا من قبل هي وسط الأرض وهم قومه ولم يكلف الله نبيه بتبليغ العالم بأسره أما قولك في أن الشهادة تتطلب أن يكون محمداَ رسول الله حاضراً في أمته كما كان المسيح عيسى ابن مريم فالجواب قد أتيت به من تلقاء نفسك يا حبيبي في الله في قول الله تعالى:
{وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [117:المائدة].
فانظر أن الشهادة كانت لما كان المسيح عيسى ابن مريم في قومه وكذلك محمداً رسول الله كان فينا وشاهداً علينا فلما توفاه الله اصبح قومه وأتباعه هم الشهداء على الناس بتبليغ ما بلغهم به نبيهم جيلاً بعد جيل ثم ياتي الله بالرسول يوم القيامة شاهداً علينا وكذلك سيكون الإمام المهدي الشاهد على صدق نبوة محمدا رسول الله وقال تعالى:
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [43:الرعد].
وانظر يا حبيبي في الله إلى هذا الإقتباس كذلك لتعلم انما جعل الله محمداً رسول الله شاهداً على قومه بالتبليغ كما يلي:
(( وإنما يأتي بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاهداً عليكم أن بلغكم رسالة ربه وقال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
صدق الله العظيم[المائده:67]
ولذلك جعله الله شاهداً على قومه بالتبليغ وسوف يسأله: هل بلغت قومك بالقرآن العظيم؟ ثم يسأل قومه: وهل بلغتم العالمين بذكرهم؟ وقال الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
صدق الله العظيم[الزخرف:44]
فأما السؤال الموجه إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة: فهل بلغت قومك برسالة ربك فيكون الرسول عليكم شاهداً بأنه بلغ رسالة ربه إلى قومه؟ ثم يسأل الله قومه جيلاً بعد جيل: هل بلغتموها للعالمين وأعلمتموهم بمحكم كتاب الله؟ فيكون السؤال للنبي وقومه والله الشاهد والحكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7) }
صدق الله العظيم[الأعراف:6] ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونأتي للأمر الأخيرعن وقت بناء السد فانظر يا حبيبي في الله لقولك بأن السد لم يكن قد تم بناءه حين سأل اليهود رسول الله واستدليت بقول اليهود:
(رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها)
ثم لو قارنا قولك بكتاب الله هل فعلا لم يكن قد بني السد في الرحلة التي بلغ بها الرجل الطواف مشارق الأرض ومغاربها إذا لوجدنا الأمر مختلف في القرآن ووجدنا بأن ذي القرنين قد قام ببناء السد في رحلته التي بلغ فيها مطلع الشمس ومغربها ولم تكن له رحلة أخرى لذلك قص الله على نبيه ما تلاه عن رحلة ذي القرنين.
الأمر الآخر أنت تعلم أن نبي الله ذي القرنين كان له جيشا جرارا وآتاه الله أسباب السفر برا وبحر وجعل أسباب السفر برا تحملها أسباب السفر بحرا فمتى تمت هذه الرحلة لمحمدا رسول الله الذي تعتقد بأنه هو ذي القرنين وقد مات دون أن يحصل ذلك وكيف تلا لليهود القصة وهي لم تحصل بعد وإلا ما أدرى اليهود بالقصة لكي يسألوا محمدا رسول الله بالأمر إلا لأنهم يعلمون أن هناك رجلا طواف بلغ مشرق الأرض ومغربها كما يعلمون أن هناك فتية ذهبوا في الدهر الأول ولكنهم لا يعلمون قصة الرجل الطواف ولا يعلمون قصة الفتية الذين ذهبوا في الدهر الأول وبما أنهم يعلمون برجل طواف قد بلغ مغرب الشمس ومشرقها فهذا يؤكد أن القصة قد وقعت أثناء طواف الرجل الذي يسألون عنه وهذا ما قصه القرآن علينا وعلمنا إياه الإمام في بيان القرآن وأن بناء السد قد تم في الرحلة التي بلغ فيها نبي الله ذي القرنين مغرب الشمس ومطلعها حتى إذا وصل بين السدين قام ببناء السد هناك وقال تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿٨٦﴾ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾ كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿٩١﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
أما إذا افترضنا أن ذي القرنين هو محمدا رسول الله فمتى قام برحلته وأين هو جيشه الجرار ومن أين جاء بملكه العظيم وهو لم يغادر المدينة إلا غازيا مع صحابته أو رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى سدرة المنتهى أما أن تكون القصة قد وقعت بعد ممات رسول الله على يد ذي القرنين فهذا لن يكون كون محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ولم يصاحب زمن مبعثه نبيا آخر.
وفي الأخير أتمنى أن يعفي أخي عبدالله عني واعلم يا أخي الحبيب أنني لا أعترض على تدبرك فجميعنا نسعى للبحث عن ذي القرنين رغم أننا لن نبلغ شيئاً عنه حتى لو ظللنا نبحث 950 عام كما لبث نوح في قومه ولن نصل إلى شيء وهيهات هيهات أن نصل إلى ذلك فتلك حجة من فضله الله على جميع العباد فعلمه الكتاب كله جملة وتفصيلا ليهدي الناس ببيان القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ولذلك فقصة حبيبنا محمد رسول الله قد آحاطنا خليفة ربنا بما شاء له الله عنه ومن ذلك ما وضحناه لك في هذه المشاركة وما قبلها فأصبح كل قول ببعث محمدا رسول الله مرة أخرى قولا باطلا كونه يناقض ما معنا من بيان وما زال باب التدبر مفتوحا ونسأل الله أن يثبتنا جميعنا على الحق وعلى الصراط المستقيم وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.