بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , سيدنا محمد الصادق الأمين , وعلى آل بيته أجمعين , وعلى أخوانه النبيين , وعلى حفيده محيى أصول الدين , الامام ناصر محمد . و السلام على أحبتى وثمرات قلب الامام , الأنصار الطيبين , وعلى عباد الله الصالحين . أشهد للامام بقوة الحجة , وسطوع الدليل , وسلطان البيان من محكم القرءان . اقتباس : (( كوني لم أجد في الكتاب أن الله اصطفى منهم غيرنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام ، وبما أنه لم يصطفي أحد من أسباط يعقوب من بعد نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام ، ولذلك كانت عقيدة آل فرعون أن رسول الله يوسف هو خاتم الأنبياء والمرسلين من رب العالمين . ولذلك قال الله تعالى : (( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ )) . فأثبت الامام من محكم القرءان , أنه لم يأت فى بنى اسرائيل نبى بعد يوسف وقبل موسى . ولو كان جمهور علماء المسلمين , قد علموا بهذا الدلبل القاطع , من محكم القرءان , لما اختلفوا فى شأن نبوة أسباط يعقوب . ولو كان الامام موجود معهم لكان قد فصل لهم فى الأمر , وبالدليل القاطع من محكم القرءان , ولما أحوجهم للفتوى بالظن , فذهبوا فى أمرهم مذاهب شتى , و سودوا آلاف الصفحات , على مر الدهور والسنوات , فماذا كان محصولهم بعد كل ذلك ؟ , : صفر على الشمال . بهذا يتأكد لنا الفرق بين جمهور العلماء , وبين المهدى المنتظر , فبينما أن العلماء يفتون بالظن الذى قد يخطىء أو يصيب , نجد الامام يفتى من محكم القرءان , فيكون كلامه قاطعا , وليس مجرد احتمالات . كذلك تتبين لنا الآية التى خصه الله بها , ألا وهى وحى التفهيم , فيأتيه من ربه , فى قلبه , من البيان لآيات القرءان , ما لا يتأتى لغيره , فلا يحتاج لأن يفتى بالظن , كما هو حال علماءنا الأفاضل , ومن هنا نجد لهم العذر فى اجتهاداتهم التى قد تخطىء وتصيب , ولكنه لا عذر لعلماء هذا الزمان ممن أعثرهم الله على بيانات الامام , فأصموا آذانهم عن داعى الحق من ربهم , وحاكوا قول المشركين : (( أنا وجدنا آباءنا على أمة , وأنا على آثارهم مهتدون )) , فاتبعوا أقوال آبائهم السلفيين , مثل ما اتبع أولئك سنة آبائهم المشركين .