أفلا يعتبرون مِن قَصَص القرآن العظيم كتاب الله ربّ العالمين؟!
فهل أنزلها الله في كتابه لعبًا ولهوًا؟! أم بالحق أنزله وبالحق نزل؟!
أم لم يقرأوا قصة رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام الذي كان معه فقط قليلٌ من البشر ممن تذدري أعينهم؟ وما ما آمن معه إلا قليل تصديقًا لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٤٠﴾} [هود].
فمنذ متى في كتاب الله يا معشر المسلمين والحق يكون مع الأكثرية إن كنتم تؤمنون بكتاب الله؟! أم لم تدبّروا قول الله سبحانه:
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} [الأنعام].
أم فضّلتم أن تدعوا الله بدعاء كفار قوم صالح بأن يأتكم العذاب حتى يتم الإثبات لكم أن هذا هو الحق؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
{وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾} [الأعراف].
فهل تلوموا على خليفة الله المهديّ أن يبشركم بعذاب أليم؟ بل هو تنفيذًا لرب العالمين تصديقًا لقول الله تعالى:
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾} [الإنشقاق].
فهل أنتم متأكدون أنكم تقرأون القرآن؟! بل على قلوبٍ أقفالها، فمهما قرأتم وسمعتم؛ فصُمٌّ بكمٌّ عميٌّ؛ بل لا تفقهون!
سبعة عشر عامًا يا خليفة الله وأنت تناضل! كفيت ووفيت وما توكلك إلا على الله، ومعك الأنصار شاهدين بالحق من غير ظورٍ ولا ظلمٍ على صدقك.
ويا معشر الأنصار ودّعوا البشريّة، واعلموا أنه لا وقت فلا نعلم مَن سنراه من أهلنا ومن حولنا بعد ذلك البيان أم لا؛ ولا حسرة على المتكبرين فكيف نأسى على قوم مشركين مصرّين على ما يفعلون؟! ونسأل الله أن يهدي كافة مَن إذا أهلكهم تحسرّوا على ما فرطوا في جنب الله من قبل هلاكهم.
وسلامُ الله وحمته وبركاته ونعيم رضوانه على خليفة الله وأنصاره صفوة البشرية وخير البرية الذين اختاروا الحياة من أجل الله.