الموضوع: تمّ فتح قسم جديد للعلاج بالقرآن الكريم

النتائج 91 إلى 100 من 123
  1. افتراضي

    يتكلم الإمام بهذا الإقتباس عن شيطان النفس في ذات كلٌ منكم تأمر صاحبها بالشح وتعده بالفقر وتأمره بالفحشاء والمنكر

    (اقتباس من بيان الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني)

    واتّقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ النفس في ذاتِ كلٍّ منكم شيطانٌ عدوٌّ لصاحبها تأمركم بالشحّ وتعِدكم بالفقر لئن أنفقتم في سبيل الله، والله يعِدُكم مغفرةً منه وأجراً عظيماً، تصديقًا لقول الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: فهل تأمر النفس صاحبها بالسوء كما يأمر به الشيطان؟ ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النازعات].
    ومن ثُمّ يقاطعني سائل آخر فيقول: وهل النفس كذلك تأمر صاحبها بالبخل ويجب على المؤمن أن يمنع شُحَّ نفسه؟ ومن ثمّ نردّ عليه بالجواب من مُحكم الكتاب؛ قال الله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:128].
    وقال الله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الحشر:9].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .

    21 - 02 - 1433 هـ
    15 - 01 - 2012 مـ
    06:05 صباحاً

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 32133 من موضوع يا معشر المسلمين طهِّروا أموالكم بالزكاة يبارك الله لكم فيها ويطهِّر قلوبكم..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 02 - 1433 هـ
    15 - 01 - 2012 مـ
    06:05 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://alyamani.me/showthread.php?p=32129
    ــــــــــــــــــــ



    يا معشر المسلمين طهِّروا أموالكم بالزكاة يبارك الله لكم فيها ويطهِّر قلوبكم ..

    اقتباس المشاركة : ابو محمد
    بسم الله الرحمن الرحیم والصلاة والسلام علی جمیع الأنبیاء والمرسلین وعلی المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب الإمام ناصر محمد الیماني
    سؤال: إذا كانت الحلي قد تم شراؤها من المال المزكی سلفاً مثلاً من راتب الزوج أو من بیع الأنعام فهل یستوجب إخراج زكاتها؟

    والسؤال الأهم : بما أن مصادر الدخل تعددت وتنوعت ومن الصعب احصائها فهل یمكن القول أن الزكاة هی عشر المدخول الشهري أو السنوي (حسب طبیعة الدخل) إذا كان الدخل قد بلغ ما یعادل سعر عشرة جرامات من الذهب الخالص عیار 24 شهریا أو مائة وعشرون جرام من الذهب سنویا؟ فللمثال كیف یتم إخراج الزكاة من لدیه مزرعة للدواجن او أحواض تربیة الأسماك أو صالون للحلاقة أو شركة لبرمجیات الحاسوب؟
    والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من ابو محمد


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أما بعد..

    ويا أيها السائل الكريم العليم الثابت على الصراط المستقيم حبيب قلبي أبو محمد الكعبي، لقد سبقت الفتوى بالحقّ أنّ حق الله المفروض في أموال المسلمين الأغنياء حقّ معلوم، فلو أنّ إنساناً امتلك مليار دولار ومن ثمّ استخرج
    عُشْر المليار الدولار حق الله المعلوم فيه، فهنا قد أصبح ماله المتبقّي طاهراً مُطهّراً، ومن ثمّ اشترى من ماله الطاهر ألفاً من الإبل وألفاً من البقر وألفاً من الماعز وألفاً من الضأن وألف كيلو غرام من الذهب وألف كيلو غرام من الفضة فلم يفرض الله عليهم زكاتهم جميعاً مرةً أخرى، كون شراؤها جميعاً هو من مالٍ طاهرٍ من حقّ الله المفروض في أموال الأغنياء وهو حقّ معلومٌ في الكتاب وهو العُشر كما سبق تفصيله بالحقّ من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ولكن إذا دار عليها الحول فزادت الإبل وبلغت الزيادة النصاب فهُنا يجب عليه فقط أن يستخرج حقّ الله المعلوم فيه فقط من الأموال التي زادت من بعد التطهير، وأما ما سبق تطهيره من حقّ الله سواء في الإبل أو البقر أو الأغنام فلا زكاة فيهما جميعاً مرةً أخرى ما دام قد تمّ شراؤها من مال سبق تطهيره من حقّ الله فيه الجبري المفروض، فليكنز القناطير المقنطرةِ من الذهب والفضة وهو من الآمنين الذين استخرجوا حقّ الله المعلوم في أموالهم، فلا زكاة عليها مرةً أخرى ما دامت ملكه.

    وأما إذا قسّم الغني تركته بين أولاده سواء في حياته أو ورثوه من بعد مماته فمن بعد تقسيم التركة بين الورثة فليعلموا جميعاً أنّ الله لم يفرض الزكاة على والدهم فقط كون صلاة أبيهم وزكاته هي له يجدها عند ربّه وليس لأولاده منها شيء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فهل صلاة الوالد تجزي عن صلوات أولاده؟ فَلِمَ يفرض عليهم الصلاة؟ والجواب معلوم لديكم: كلا؛ بل كما فرض الله على الوالد الزكاة فكذلك الأولاد والورثة لم يرفع الله عنهم زكاة أموالهم التي ورثوها، فلا يتمّ رفع الزكاة عن المسلم ما دامت الحياة تسري في جسده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} صدق الله العظيم [مريم:31].

    والزكاة كذلك كتابٌ موقوت، وميقات استخراج حقّ الله فيها يوم حصادها أو يوم اكتسابها حتى يصبح ماله طاهراً من حقّ الله المفروض فيها، ولا زكاة في أموال المسلمين غير مرة واحدة إلّا في الزيادة من بعد التطهير إذا بلغت النصاب المفروض فيه الزكاة، ولم يأمركم الله بدفع الزكاة العينيّة شرطاً سواء من الأنعام أو من الحرث كون منها ما سوف يموت جوعاً عند العاملين عليها، وكون منها ما سوف يتلف كالفاكهة قبل أن تصل إلى بيت مال المسلمين، وحتى ولو وصلت فما الفائدة؟ فسوف تتلف في المخازن قبل أن يصل الفقراء والمساكين حقُّهم منها.

    وما نُريد قوله: فمن كانت له مزرعةً من برتقالٍ أو موزٍ أو تفاحٍ أو أعنابٍ أو غير ذلك من الفواكه فإن باعها نقداً فحقّ الله في ثَمَنِها العُشْرُ، وإن لم يبعها وإنّما كان يأكل منها هو وأولاده
    فليعطي السائلين منها، وليس فيها حقّ يُرْسَلُ إلى بيت مال المُسلمين ما لم يتم بيعها بثمن مادي، فبقي عليه فقط حقّ السائلين المساكين الذين يأتون إلى مزرعته لِيُشْبع جوعهم، فليعطهم ممّا أعطاه الله ما تيسّر لكلٍّ منهم، ومن حرم حقّ المساكين السائلين من ثمار جنته حرمه الله ثمار جنته في الدنيا إن كان يُريد له من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ليرجع إلى ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴿٢٢﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿٢٣﴾ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿٢٤﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿٢٥﴾ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٢٧﴾ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾ عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وأما أصحاب التجارة المتعددة وهم أصحاب الدخل المتفرّق، فلا حرج عليه أن يستخرج حقّ الله منها بشكل يومي؛ بل حين الجرد وحساب الربح من الخسارة وبعد دفع رواتب العاملين عليها إن كان لديه عمال للبيع والشراء، فإذا وجد أنّها زادت له الأرباح فالزكاة في الربح الزائد على رأس المال ومن بعد خصم أجور العاملين على تجارته من الربح، فإذا بلغت الأرباح النصاب أعطى حقّ الله المفروض فيها، وإن وجد أنّه قد خسر في تجارته فليراجع حسابه مع ربّه، فهل أعطى حقّ الله في يوم اكتساب ذلك المال الذي كوّن به تجارته؟

    وأما أصحاب الدّخل المحدود كمثل أهل الرواتب الزهيدة ففي ذلك نَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَة، فحق الله فيها ما ادّخره منها وبلغ النصاب، فأمّا إذا كان الراتب بالكاد لا يكفي معيشته هو وأولاده فلم يجعل الله عليه في راتبه نصيباً مفروضاً، وما جعل الله عليكم في الدّين من حرج، ولكن من أعطى منها ربّه وآثر الناس على نفسه ولو كان به وأولاده خصاصة فقد أعطى ربّه من عُسرٍ، فأولئك هم الذين يصل أجرهم إلى أكثر من سبعمائة ضعف، فإذا كان الغني يقتحم العقبة بفكّ رقبةٍ من الموت مقابل الديّة المُغرية لأولياء المقتول ظلماً وأجره عند الله وكأنّما أحيا الناس جميعاً، فيعلن الله من وراء الحجاب أنّ عبدي فلان قد اقتحم العقبة وغفر له ربّه ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيثبّته على الصراط المستقيم حتى يلقى الله بقلبٍ سليم. وأما الفقير فلم يحرّمه الله أن يقتحم العقبة ولكنّه سهّل سبحانه ثمن اقتحام العقبة على الفقير بوجبة طعامٍ في يومٍ ذي مسغبةٍ وشدةٍ عليه، فوجد مسكيناً يكاد يموت جوعاً، فقال: لقد بلغ بهذا الرجل الجوع أشدّ من جوعي، ومن ثُمّ يعطي الفقيرُ وجبتَه ليتيمٍ ذي مقربة أو لمسكينٍ ذي متربة وينام بجوعه، فهنا يتمّ الإعلان للملأ الأعلى بصوت الرحمن من وراء الحجاب فيشهدهم أنّه قد غفر لعبده فلان ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر واقتحم العقبة ويثبّته الله على الصراط المستقيم حتى يلقى الله بقلبٍ سليم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [البلد].

    ويا معشر المسلمين طهِّروا أموالكم يبارك الله لكم فيها ويطهّر قلوبكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٣} صدق الله العظيم [التوبة].

    واتّقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ النفس في ذاتِ كلٍّ منكم شيطانٌ عدوٌّ لصاحبها تأمركم بالشحّ وتعِدكم بالفقر لئن أنفقتم في سبيل الله، والله يعِدُكم مغفرةً منه وأجراً عظيماً، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: فهل تأمر النفس صاحبها بالسوء كما يأمر به الشيطان؟ ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى:
    {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    ومن ثُمّ يقاطعني سائل آخر فيقول: وهل النفس كذلك تأمر صاحبها بالبخل ويجب على المؤمن أن يمنع شُحَّ نفسه؟ ومن ثمّ نردّ عليه بالجواب من مُحكم الكتاب؛ قال الله تعالى:
    {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:128].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الحشر:9].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 9635 من موضوع يوسف أبو النور يُعتمد من الأنصار السابقين الأخيار ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 12 - 1431 هـ
    10 - 11 - 2010 مـ
    05:16 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://alyamani.me/showthread.php?p=132252
    ــــــــــــــــــــــ



    يوسف أبو النور يُعتمد من الأنصار السابقين الأخيار ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسَلين وآلهم الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور رحِّبوا جميعاً بـ (يوسف أبو النور) ولسوف تعلمون من يكون من بعد الظهور والتمكين وإنّه لمِن المقرّبين وإنّه لمن الأنصار القُدامى حدث لهُ ما حدث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بسبب أنّهُ اعتقدَ أنّه لن يشكّ في الحقّ أبداً بعدما تبيَّن لهُ أنّه الحقّ، وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة ليعلمَ علم اليقين أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وليس له من الأمر شيءٌ؛ بل يسأل الله التثبيت ولا يعتقد أنّه لن يشكّ في الحقّ مهما كان موقِناً، ما لم فسوف يُلقي الشيطان في أمنيّته الشكّ في الحقّ، وحدث ذلك لكافة الأنبياء وكذلك يحدث لبعض من المؤمنين المكرمين وسبقت فتوانا بالحقِّ في هذا البيان عن بيان قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    وما يلي فتوانا عن بيان هذه الآية إجابةً على أحد السائلين في بيان قديم كما يلي :

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 11 - 1430 هـ
    25 - 10 - 2009 مـ
    05:34 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ لبيان قوله تعالى: { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } صدق الله العظيم ..

    اقتباس المشاركة :
    امامنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ارجو من امامنا الحبيب تفسير هذة الاية الكريمة وهل كان يلقى الشيطان على قراة النبى فعلا بسم الله الرحمن الرحيم ..وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ صدق الله العظيم
    وجزاكم الله خيرا عنا يا امام
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخي كوراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسبقت من الفتوى بالبيان الحقّ لهذه الآية فأتينا بالبرهان من محكم القرآن ونقتبس لك الرد من بيان لنا من قبل بما يلي:

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبّروا قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله بالبيان غير الحقّ، فآتيكم بالبيان من ذات القرآن حتى يتبيَّن لكم أنّه الحقّ، وفي هذه الآية يُعلِّمكم الله أنّه لم يهدِ الأنبياء والمرسَلين حتى بحثوا عن الحقّ بالاجتهاد الفكري فتمنّوا أن يتّبعوا سبيل الحقّ ومن ثم هداهم الله إلى الحقّ واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وبعثهم إلى الناس رسُلاً من ربّ العالمين، ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيّتهم شكّاً من بعد تحقيقها، ومن ثم يُحْكِم الله لهم آياته ويبيِّنها لهم، ومن ثم يطهِّر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيراً.

    فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله وسلّم؛ الباحثُ عن الحقّ الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنّهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكَّر في خلق السماوات والأرض، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب، تدبّروا قول إبراهيم: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم؛ وذلك هو التمنّي لاتّباع الحقّ ولا يريد غير الحقّ وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم [الحج:52]. ومن ثم يهديه الله الحقّ إلى الحقِّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحقّ ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً حتى إذا علم الله أنّ نبيّه صار يعتقد في نفسه أنّه لا ولن يشك في الحقّ الذي علّمه الله به أبداً ونسي أنّ قلبه بيد ربّه يَصرفه كيف يشاء ونسيَ أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، وأراد الله أن يُعلّمهم درساً في العقيدة في علم الهدى، فمن ثم يُلقي الشيطان في نفسه شكّاً في الحقّ الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبيّنها له فيعلم أنّه على الحقّ المبين ويُطهِّر الله قلبه من الشكّ تطهيراً.

    ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم؛ أي ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً من بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى الحقّ، فنعود لقصة رسول الله إبراهيم، هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد اجتهاداً فكريّاً وبحث عن الحقّ وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحقّ؟ ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكَّم الله له آياته وطهّر قلبه مما ألقاه الشيطان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفةٍ ممّن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنّهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البيّنات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرّر اليوم الآخر، وقال الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لِما حدث وقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنّه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرّر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربّه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون، قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ومعنى قول موسى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالين عن الطريق الحق؛ بمعنى أنّه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أنّ هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مَدْيَن، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم فخُيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنّه على الحقّ المُبين، وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لنبي الله عُزير المؤمن مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها وألقى الشيطان في أمنيته شكّاً بعد إذ هداه الله إلى الحقّ وقال: كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟ ومن ثم أماته الله هو وحماره مائة عامٍ ثم بعثه ليُحْكِم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك، فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه وقال انظر إلى العظام كيف ننشزها فلما تبيّن له ذلك قال عزير أعلم إنّ الله على كل شيءٍ قدير. وقال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٥٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحقّ لا يعلم أيُّهُم على الحقّ فيتّبعه، هل قومه أم النصارى أم اليهود؟ وكان يعتزل الناس في الغار يتفكّر ويريد من الله أن يهديه إلى الحقّ ولم يكن على ضلالٍ لأنّه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانيّة ولا اليهوديّة ولكنّه كان ضالاً عن الطريق الحقّ وهو لا يريد غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحق، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]، واصطفاه الله وهداه إلى الحقّ وأوحى إليه بالحقِّ عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام وبعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحقّ ولكنّه كان يعتقد أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى.

    وقال له قومه إنّما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمسٍّ شيطانٍ وهو الذي يوحي إليك ذلك، فشكَّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يُبدِ ذلك الشكّ لأحدٍ وهو أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأنّ قومه قالوا له: "إنّ الذي يُكلّمك شيطانٌ وليس ملَكاً" بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك ردّ الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ محمداً رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يُريد أن يطمئن قلبه، وقال تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنّه على الحقّ المُبين، ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربِّه ليُريَه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحقِّ من ربّهم من الأمم الأولى ويريَه الجنّة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنّه على الحقّ المبين، وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً أحكَم الله آياته لنبيِّه وأراه من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهَّر الله قلبه من الشكِّ تطهيراً، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وسلامُ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    لا تبنى الأحكام الشرعية على الرؤيا
    أنما الرؤيا تخص صاحبها

    [وكفى بالمرء أن يوعظ في منامه]
    صدق عليه الصلاة والسلام

    رؤيا الأنبياء والرسل وأئمة الكتاب : أمر من الله لهم يجب تنفيذه .
    أما رؤيا أتباعهم : فهي إما تكون موعظة من الله أو ذكرى أو بشرى .

    وهذا بيانين تبين لكم أنواع الروئ المحكمة والمتشابهه
    وكيفية التفريق بينها وبين أضغاث الأحلام ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 8650 من موضوع إلى حبيبي في الله خالد المصري: أنواع الرؤيا الحقّ ..


    - 2 -

    رؤياك فتوى من الله لك، وتثبيتٌ لك من الله بالقسم الحقّ ..

    اقتباس المشاركة :
    المشاركة من عبد الله ناصر المهدي: بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى الصحابة والامام المهدي وكل انصاره الاخيار اما بعد:
    سيدنا الامام والله لم يبق شك في نفس كل مؤمن متدبر لحقيقة امامتك ومهدويتك للعالمين وانا ازكي نفسي والله خير من زكاها انني اشهد انك الامام الموعود وهذه المرة الثالثة وانا اقسم بالايمان المغلظة في منامي فمرة لخطيب الحي وثانية لوالدي والاهل حول وثالثة للرئيس احمدي نجاد ولكم تاويل هذه الاحلام والله شهيد على ما اقول ولقد ازددت حبا لله ولرضوانه ليلة البارحة عند قراءتي لبيانك الاخير وذرفت دمعا معاهدا نفسي ان يكون الله ثم رسوله والامام المهدي احب الي من نفسي واهلي وما على الارض جميعا
    طمعا في رحمة ورضوان ربي ونحن على العهد فاللهم ثبتنا على القول والفعل والنصرة وغفر الله لمن ظلمنا انه هو الغفور الرحيم
    والسلام علي حبييب قلوبنا وعلى الانصار السابقين
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله الأطهار والسابقين الأنصار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (عبد الله ناصر المهدي) وجميع الأنصار المكرمين، وما يلي اقتباس من رؤيا عبد الله ناصر المهدي كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (وهذه المرة الثالثة وأنا أقسم بالأيمان المغلظة في منامي، فمرة لخطيب الحي وثانية لوالدي والأهل حول وثالثة للرئيس أحمدي نجاد، ولكم تاويل هذه الأحلام)
    انتهى الاقتباس
    اِنتهت رؤياه، ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ وأقول:
    إنّ من الرؤيا كمثل الآيات التي لا تزال بحاجة للتفسير ومن الرؤيا كمثل الآيات المُحكمات البيّنات ظاهرها كباطنها.

    ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في رؤيا نبيّ الله يوسف إذا قال: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، فكانت هذه الرؤيا تحتاج إلى بيانٍ وتفسيرٍ لكونه لا يقصد سجود الشمس والقمر والكواكب بل تأويلها سجود أبيه وأمِّه وإخوته، ولكن حين تأتي لرؤيا نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} صدق الله العظيم [الصافات:102]، ولم يقل خليل الله إبراهيم إنّها رؤيا لها تأويل آخر؛ بل علِم أنّها لمن الرؤى المحكمات ظاهرها كباطنها، وكذلك علِم بذلك ابنُه ولذلك قال: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:102].

    فتبيّن لكم أنَّ من الرؤيا ظاهرها كباطنها لا تحتاج إلى تفسيرٍ؛ وهو حين يرى المرء أنّه يفعل شيئاً ما أو يقول شيئاً ما في الرؤيا الصالحة، فهذه ظاهرها كباطنها ولا تحتاج إلى تفسير كمثل رؤيا عبد الله ناصر المهدي الذي يقول فيها بالحقّ بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (وهذه المرة الثالثة وأنا أقسم بالأيمان المغلظة في منامي، فمرة لخطيب الحي وثانية لوالدي والأهل حول وثالثة للرئيس أحمدي نجاد، ولكم تاويل هذه الأحلام)
    انتهى الاقتباس
    اِنتهت رؤياه ..

    وهذه الرؤيا كمثل الآيات المحكمات البيّنات لا تحتاج إلى تأويلٍ بل ظاهرها كباطنها، فذلك قسَمٌ بإذن الله ليثبِّتك على الحقّ أنّ الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني، ورؤياك فتوى من الله لك؛ موعظة لك تخصّك وتثبيتٌ لك من الله بالقسَم الحقّ.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 277220 من موضوع ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على رؤيا الأنصاري علي حسن الدعبوش التي أرسلها على الخاص ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    19 - 12 - 2017 مـ
    09:28 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://alyamani.me/showthread.php?p=277185

    ______________


    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على رؤيا الأنصاري علي حسن الدعبوش التي أرسلها على الخاص
    ..


    اقتباس المشاركة :
    علي حسن الدعبوش بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليك أمامي وخليفه حبيب قلبي ربي وعلى من اتبعك وسار على نهجك من يومنا إلى يوم الدين .
    الرؤيا هي :-
    (رأيت رؤيا في منامي الليله البارحه بعد صلاه الفجر ...رأيت اني اتابع التلفزيون وفي مقاطع كيف تم قتل الرئيس علي عبدالله صالح .. وفجأءه رأيت على عبدالله صالح تحت مجموعه من الناس لباسهم مدني وهو يقول ادعولي..الشيخ ناصر حوالي ثلاث مرات . أسلم نفسي له .وعلى رقبته شال . (فقتل) ولم أرى دم .والصوره في التلفزيون ليست ملونه عادي بدون تلوين كأنها من كيمره مراقبه منازل .صوره غير واضحه مشوشة .وظهر المقطع في قناه .....وانا صرخت على وجه الذين كانوا مجتمعين عندي في منزلي فرج الله قريب حتى قمت وانا ارددها وقمت من نومي )))
    .وربي يشهد على ذالك . ياامامي اني ما أقول لك إلا الصدق وقد كنت سوف ارسل لك رساله في وقتها ولم يكن معي رصيد ..فوجدت عزيمة في نفسي اني اقول لك تلك الرؤيا . وكم وكم من رسائل كتبتها كثيره أريد أرسلها ولم أستطيع . بمعنى اني اتراجع عنها إلا هذه الرؤيا .... اخوك ويحبك في الله /علي حسن الدعبوش
    الحمدالله الذي ثبتنا على معرفه الحق بعباده نعيم رضوان نفسه
    انتهى الاقتباس


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبي في الله علي حسن الدعبوش المكرم والمحترم، إنما الرؤيا موعظةٌ من الله أو تبشيرٌ من الله كونها لا تُبنى عليها أحكامٌ شرعيّةٌ في دين الله حتى لا يجعل الله فرصةً للذين يفترون على الله الكذب فيبدلوا دين الله تبديلاً أو بأضغاث الأحلام التي هي منوعاتٌ ومطولاتٌ وخصوصاً للذين يصحون حين ميقات الصلوات ثم يرجع فينام ولم يقُم يصلي نظراً للرغبة في النوم خصوصاً في الصلاة الوسطى الفجر، فإذا أقامهم الله ليصلّوا الصلاة الوسطى ففضلوا مواصلة النوم وربهم أعلم بعذرهم، ولكنهم قد يروا أضغاث أحلامٍ منوعاتٍ مطولاتٍ فتلك أضغاث أحلامٍ؛ فتلك من الشيطان مغالطةً منه حتى لا يميّزون ما بين الرؤيا الحقّ من الله وما هي من الشيطان، ولو أنهم قاموا ليؤدّوا الصلاة الوسطى الثقيلة عليهم بسبب النوم خصوصاً أصحاب النوم المتأخر فتكون عليهم ثقيلةً كبيرةً إلا على الخاشعين المخلصين لربّ العالمين!

    وأما الرؤيا فهي إمّا قصيرةٌ في موضوعٍ واحدٍ وغالباً ما تكون الرؤيا قصيرة وفي موضوعٍ واحدٍ مترابطٍ ويُعلم وليس شرط أن يقوم النائم في نهايتها فنادراً ما يحدث هذا؛ بل يرى الرؤيا في منامه مقطعاً يعرضه الله عليه فينتهي مقطع الرؤيا والنائم مواصلٌ نومه وليس شرط أن يفيق من منامه حين نهايتها.

    وعلى كل حالٍ فإن الصدق والكذب منها يُعلّمهما الله لمن يشاء من أصحاب تأويل الأحاديث من المحسنين كما أخبر الفتيان الرجل الصالح حسب ما يرونه. وقال الله تعالى:
    {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [يوسف]. وهم لا يعلمون أنه نبيّ بل يرونه من الصالحين في الأخلاق والعمل من خلال معايشتهم له في السجن ومن الذاكرين لله والمنفقين كونها كانت تصل له هدايا مالية من النسوة اللاتي شُغفنَ بحبه من نسوة الوزراء، وكانت أغلبها تأتي من مصادر مجهولةٍ وإنما مجرد رسولٌ يأتي فيزور يوسف فيقول: "هذه لك هدية من فاعلة خير"، فيأخذها يوسف عليه الصلاة والسلام كونه علم أنما ذلك تشجيعٌ منها لتقواه ويعلمنَ أنه محبوسٌ ظلماً ولكنهنَّ لم يتجرأنَ أن يخبرنَ أزواجهنَّ بسبب شغفهن بحبه وكذلك من خوفهنّ من امرأة رئيس مجلس الوزراء ورئيس المالية لمملكة مصر، وحين كانوا يروا يوسف من المحسنين المنفقين للمساكين في السجن معه ولذلك اختاروه من بين السجناء بتأويل أحاديث رؤياهم، وبما أنه من المحسنين المنفقين الصالحين ويعلّمه الله من تأويل الأحاديث ما يشاء سواء كان أصحاب الرؤيا من الصادقين أم أضغاث أحلامٍ أم كاذبين برؤيا قصيرة.

    وعلى كل حال ليست الرؤيا تأتي غالباً كما رآها النائم في نومه فمنها ما هي رؤى محكمةٌ ومنها ما هي تحتاج إلى تأويلٍ، وأما الرؤيا المحكمة التي لا تحتاج إلى تأويلٍ فهي تأتي متكررة في منامه بنفس مضمون الرؤيا، كمثل رؤيا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يرى أنه يتزوج زينب امرأة زيدٍ فعلم أنه إذا طلقها زيدٌ وانقضت عدتها فعليه أن ينفذ أمر الله الخصوصي له، فكان كلما شاهد رؤيا أن يتزوج زينب امرأة زيدٍ بن حارثة ففي صباح تلك الليلة يأتيه زيدٌ بن حارثة فيقول: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يقول له محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فكلما تكررت الرؤيا فيأتي زيدٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقال: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يكرر له القول عليه الصلاة والسلام:
    {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} صدق الله العظيم. وليست تلك موعظةً لزيدٍ كون الزواج بالتراضي وليس لنبيّ الله الحقّ أن يرغمه على بقائها في ذمّة زوجٍ، ولكن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه إذا طلق زيدٌ زوجته فهي أصبحت عليه أمر من الله مفروضٌ.

    فجاء زيدٌ ذات يومٍ وهو قد طلق زوجته ولم يطلب الإذن من النبيّ كما في كلّ مرةٍ فهنا وضع الله نبيّه أمام الأمر الواقع فقال له النبيّ: "فزوجتك لا تزال زوجتك فلا يجوز لك أن تخرجها من بيتك خروجاً نهائياً إلى بيت أهلها ولا يجوز لها أن تخرج خروجاً نهائيّاً إلى بيت أهلها كون تطبيق الطلاق بالفراق ليس من لحظة لفظ الطلاق؛ بل لا تزال زوجتك تروح وترجع إلى بيته كما كان من قبل لفظ الطلاق، فلا تزال زوجتك حتى انقضاء العدّة من يوم لفظ الطلاق، وأحصوا العدّة، فإن اتفقتما قبل انقضاء العدّة بطلت عدّة الطلاق ولا يحسب ذلك طلاقاً، وأما إذا انقضت عدّة الطلاق ولم تتراجعا فيتمّ تطبيق الطلاق شرعاً بالفراق فلا تعود للزوجٍ إلا بعقدٍ جديدٍ".

    ولكن النبيّ قد علم أن ذلك أمرٌ مقضيٌ فلا مفرّ من الزواج بها من بعد انقضاء عدّتها بالخروج النهائي إلى بيت أهلها، وكان النبيّ يخشى ألسنة المنافقين الحداد والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون أن يقولوا: "شُغفَ بها حباً"، وحتى ولو قال: "بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام"؛ بل سيقولون: "شُغفَ بها حباً وهي في ذمّة زوجٍ"، كذباً وافتراء على نبيّ الله، ولذلك كان يريد من الله أن لا يحقق هذه الرؤيا فكان يقول لزيدٍ في كل مرةٍ:
    {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} ولكن الله أولاً أراد أن يُكرم زينب بنت جحش أكرم نساء رسول الله من بعد خديجةٍ كون الله أمر رسوله بادئ الأمر أن يخطبها لزيدٍ ورفض أبوها وأمها كونها بنت شيخ بني مخزومٍ وقالوا: "لو خطبها محمدٌ رسول الله له لكانت بشرى لدينا سارة وأمّا أن يخطبها لزيدٍ وهو يعلم أنه من الموالي فلا". وكانت زينب تتسمع لما يدور بين أبيها وأمها ورسول رسولِ الله الذي بعثه لخطبتها، حتى إذا سمعت ردّ أبويها لرسول رسول الله فلما أراد أن ينصرف فتحجبت وخرجت فقالت لرسول رسول الله: "ارجع" بصوتٍ عالٍ، فرجع. فمن ثم التفتت إلى أبويها فقالت بصوتٍ غاضبٍ: "أتقولون لرسول رسول الله لا؟ فبعزّة ربي وجلاله..." وكررت في قسمها أنها لن تتزوج إلا زيداً حتى ولو كان رقيقاً؛ بل تقديراً لطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكرمها الله وزوّجها للنبيّ بعد إذ قضى زيدٌ منها وطرًا، ومن تواضعَ لله رفعه. وكذلك حتى ينفي دعاءهم لزيدٍ ( ابن محمد )، وكذلك حتى لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم، وتنزّل بيان الرؤيا التي كان يخفيها النبيّ في نفسه وأنه ليس قد شغف بها حباً بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وبالنسبة لرؤياك فلكم غيرك شاهد إعلان وتسليم القيادة من علي عبد الله صالح من رؤيا المبشرات بتصديق المهديّ المنتظَر وهي تخصّ أصحابها وبالذات الذين هم في حيرةٍ من الأمر لئن أراد الله أن يعظ من يشاء منهم في منامه، فاتقِ الله حبيبي في الله علي حسن الدعبوش، فكما تبيّن لي في رؤياك أنك كنت موقناً في نفسك أنّ الزعيم علي عبد الله صالح حتماً سوف يُسلّم القيادة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم تشكّ في ذلك مثقال ذرةٍ، وأراد الله أن يزلزل يقينك والأنصار ثم يُحْكم الله آياته كيفما يشاء وإلى الله ترجع الأمور.

    وهذا بيانٌ لك موعظة وبيانٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذكرى للذاكرين كوني كنت أريد أن أردّ عليك بردٍ قصيرٍ جداً في الرسالة على الخاص ولم أدرِ إلا وقد صار بياناً طويلاً ومُفصّلاً رغم أنفي ولم أكن أنوي كتابة بيانٍ! ولله الأمر من قبل ومن بعد. فهل استطاع أن يغيّر قدر رؤيا أمر الله إلى نبيّه برغم أنّ النبيّ حاول أن يغيّر قدر الرؤيا علّها لا تتحقق؟ ومحاولة تغييرها وإنما ذلك خشية من كلام الناس ولكن الله أحقّ أن يخشاه ولا يبالي بكلام المرجفين والمنافقين من بعد تصديق رؤيا الأمر إليه من ربه، وتعلمون ذلك من خلال رد النبيّ على زيد بن حارثة الذي اتخذه النبي له ولداً، ولذلك كان النبي يقول لزيد:
    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم، خشية من كلام الناس أن يسلقوه بألسنةٍ حدادٍ خصوصاً المرجفون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    اخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  4. افتراضي

    إن أصحاب الأمراض العقلية كمثل مس الجنون
    استحواذ شيطاني كما قال خليفة الله في بياناته
    فننصح المرضى بالجمع بين العلاج الطبي والرقية فالعلاج الطبي من أدوات الحرب ضد مس الشيطان فلا يستطيع مس الشياطن أن يمكر بعقل المريض وشخصيته وأقواله وأفعاله ولا يستطيع أن يدخله بشرك رغم الأعراض الجانبية للعلاج فلا بأس على الأقل أهون من أن يدخل في الشرك ويعظم العباد ويؤذي عباد الله عن طريق مس الشيطان ، فيضل الشيطان في الجسد ولا يستطيع أن يمكر بعقل المريض وأقواله وأفعاله وشخصيته وتحرقة بذكر الله تقيد مكره بالعلاج الطبي وتحرقه بذكر الله كمثل من يكلبش عدو الله ورسوله بقيود الحديد ويقيم عليه حد الله فيه بحكم القصاص ..
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    حبيبة الغفور الرحيم : مها محمد
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  5. افتراضي

    ذكر التوحيد مستنبط من القرآن

    ﴿قُل إِنَّما أَنا مُنذِرٌ وَما مِن إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الواحِدُ القَهّارُ۝رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُمَا العَزيزُ الغَفّارُ﴾ [ص: ٦٥-٦٦]
    صدق الله النعيم الأعظم


    [لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض ومابينهما العزيز الغفار]
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 76825 من موضوع ردّ الإمام المهديّ إلى (الباحث البسيط) المُعرض عن اتّباع البيان الحقّ للقرآن العظيم ..

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصلية للبيـان ]
    https://alyamani.me/showthread.php?p=76816

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - صفر - 1434 هـ
    14 - 12 - 2012 مـ
    05:55 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    ردّ الإمام المهديّ إلى (الباحث البسيط) المُعرض عن اتّباع البيان الحقّ للقرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونصلّي عليهم جميعاً ونسلّم تسليماً تنفيذاً لأمر الله إلينا في قوله تعالى:
    {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

    ويا أيها الضيف الذي يسمّي نفسه (باحث بسيط)، إنّي أراك تجادل الأنصار فتقول كيف صدّقتم ناصر محمد وأنتم لا تعلمون من أين يأتيكم بسلطان علمه؟ ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ الحقّ ناصر محمد وأقول لك: يا سبحان الله كيف يجعل برهان القرآن العظيم البيّن عليك عمًى! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    {
    وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وربّما يودّ الباحث البسيط أن يقول: "يا ناصر محمد، فهل تدلّني عن السبب الذي جعل بيانك للقرآن بالقرآن على الباحث البسيط عمًى؟ ولن تأخذني العزة بالإثم لئن تبيّنت لي فتواك أنّها حقّ وأنّك لم تفتِ بي بغير الحقّ". ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فلتذهب إلى شيخ يعالج بالقرآن ولا غير القرآن ليتلو عليك قدر ساعة أو نصف ساعة على الأقل، ولسوف ترى أنّ الإمام المهدي لم يفتِك إلا بالحقّ لكوني أرى أنّ فيك مسّ شيطانٍ يريد أن يصدّك عن اتّباع البيان الحقّ للقرآن. فتذكر قول الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أنيبوا إلى ربّكم ليبصِّركم بالحقّ فيجعل لكم نوراً تمشون به على الصراط المستقيم ويطهّركم تطهيراً، ما لم فلن تُبصروا البيان الحقّ للقرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} صدق الله العظيم [النور:40].

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الذين جعل الله لهم نوراً من الأنصار السابقين الأخيار إنّهم لفي عجبٍ شديدٍ فيقولون: "لماذا لا يبصر المعرضون الحقَّ كما يبصر الأنصارُ بأنّ الحقّ هو في بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني!". كونهم يرون أنّ الحقّ واضحٌ بين أيديهم كوضوح الشمس حين تشرق من وراء الحجاب، ولذلك يجدون في أنفسهم الدهشة والعجب من الذين لا يبصرون البيان الحقّ للقرآن العظيم. ومن ثم يفتيهم الله مباشرةً في محكم كتابه. قال الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} صدق الله العظيم [النور:40].
    {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}
    صدق الله العظيم [الرعد:16].

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الذين لا يبصرون البيان الحقّ للقرآن العظيم للإمام المهديّ ناصر محمد فإنّ الله لم يجعل لهم نوراً، فلينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم فيبصروا أنّ الحقّ من ربّهم. واصدِقوا الله يصدقكم، وتمنّوا أن تتبعوا الحقّ ولا تريدون غير الحقّ سبيلاً حتى يفيَكم الله ما وعدكم في محكم كتابه:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    وأمّا الذين يفترون على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فأقول: لا حجّة بيني وبينكم لي عملي ولكم أعمالكم ولن يحاسبكم الله على أخطائي فإن كنت كاذباً فعليَّ كذبي، وأما أنتم فيحاسبكم على البيّنة من ربّكم بسلطان العلم المهيمن على عقولكم. فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَقَالَ رَجُلٌ مّؤْمِنٌ مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن ربّكم وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الّذِي يَعِدُكُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

    والحكم لله وهو خير الفاصلين، سلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 35267 من موضوع ردود الإمام الحبيب - صلوات ربي عليه - على المدعو المهاجر من أولياء الشيطان ..

    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 09 - 1430 هـ
    19 – 09 – 2009 مـ
    04:30 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    وأمركم أن تعتصموا بحبل الله حبل النّجاة أي العروة الوثقى القرآن العظيم ..

    اقتباس:
    اقتباس المشاركة :
    بسم الله عليم الأحوال .. معلّم المقال .. صاحب الكمال
    و الصلاة على النّبيّ العدنان .. المصطفى من المنّان .. حبيب الرحمن
    أحتسب أجري عند ربّي في كل أذى آذيتموني إيّاه
    و قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين
    سأتيك ببيان تهتز له الجبال .. وتشيب له العيال .. وتأن منه الجِمال .. وتخرّ له الهامات أمّا بعد أيّها اليمانيّ وأنصارك فيا رب .. إليك أوجه حالي .. وأنت تعلمه .. وإليك أرسل مقالي .. فأنت أعلمه اللهم بحقك عليّ .. وبحقي عليك .. اللهم بحق اسم جلالك الاعظم .. وكنزك المخبأ المسلّم .. ونور جمال وجهك الأحلم اللهم يا من له الاسم الاعظم .. وهو اعظم .. يا من تقدم على القدم وهو اقدم .. يا من ليس له جهة تعلم وهو اعلم .. أسألك بكل اسم هو لك في اللوح المحفوظ .. أسألك بفضل نور حبيبك محمد .. ونورك الأوحد .. أسألك بسل تعط .. واشفع تشفع .. يا مالك الملك والملكوت .. يا صاحب الكبرياء والجبروت .. يا عالما بأمر السماء والناسوت .. يا من ارسلت ضياءك في زجاجة .. ونورك في مشكاة .. وكفلت لنا النجاة أسألك وأنت أعلم بحالنا .. وعندك سر ّ مقالنا .. وأوان أعمالنا .. ورحمتك هي المفتاح .. ومحبتك هي الفلاح أقسمت عليك يا الله .. أن لا يضل ناصر اليمانيّ بعد هذا اليوم احدا ابدا .. وان يكشف للناس امره
    و ان كنت كاذبا فلتنزل عليّ لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .. وان كان كاذبا فأنزل عليه الساعة بلاء من عندك .. علّه يرجع عن أمره .. ويعود لربه .. وإن لم يستجب فأنزل عليه لعنة من عندك .. فلا تقوم له قائمة .. ويفضح أمره بين الناس .. ليعتبر كل من اتبع الوسواس

    اللهم آمين.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وقد تبيّن لي أمرك أيّها المهاجر فإنه حقاً يصدّك عن الحقّ قرينُك الذي يسكنك وهو شيطانٌ رجيمٌ وتحسب أنك على الحقّ وتحسب أنك لمن المهتدين، فأمّا الآن فإني المهديّ المنتظَر أُشهِدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنك من الذين قال الله عنهم: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم.

    وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنك مُعرِضٌ عن الذِّكر الحكيم حجّة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر على البشر؛ بَلْ الذِّكر الحكيم هو بصيرة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ربّه وقال الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فانظر ما هي البصيرة من الله التي يحاجّ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فبِمَ يجاهدهم؟ وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولكلّ دعوى برهانٌ وجعل الله برهان نبيّه هذا القرآن العظيم الذي قال الله عنه: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وذلك هو البرهان العظيم للدّاعي إلى الصراط المستقيم ببصيرة القرآن العظيم المحفوظ من التحريف ليكون البرهان على دعوة الحقّ إلى يوم الدين وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظر لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنه حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض بالعروة الوثقى لا انفصام لها وأمرَكم الله بالاعتصام به وعدم التفرّق؛ بَلْ تستمسكون بمحكمه من آيات أمّ الكتاب البيّنات، وأمركم بالكفر لما خالف لآيات الكتاب المحكمات، وأمركم أن تعتصموا بحبل الله حبل النجاة أيْ: العروة الوثقى القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:103].

    وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظر لنتيجة البشر المُتّبِعين للذِّكر العظيم وقال الله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:157]، ولكن للأسف إني أراك تريد أن تجعل للمهديّ المنتظَر برهاناً آخر غير كتاب الله القرآن العظيم، وتقول:
    اقتباس المشاركة :
    آتوني ببرهان المهديّ المنتظَر بأن برهان صدقه هو البيان الحقّ للذكر..
    انتهى الاقتباس
    ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك وأقول:
    أخي الكريم إنّ الله لم يجعل المهديّ المنتظَر نبيّاً ولا رسولاً ولا مُبتدعاً؛ بَلْ مُتّبِعاً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأَدعو البشر بالبيان الحقّ للذِّكر بصيرة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبصيرة المهديّ المنتظَر تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، فانظر لقول الله تعالى أنه لم يجعل بصيرة القرآن العظيم لمحمدٍ رسول الله وحده صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بَلْ بصيرته وبصيرة من اتّبعه وتجد الفتوى الحقّ في قوله: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم.

    إذاً المهديّ المنتظَر الحقّ سوف يأتي ناصراً لمحمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيحاجّ الناس بذات البصيرة الحقّ بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ القرآن العظيم تصديقاً للقول الحقّ: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم.

    ولكن شيطانك يا رجل يأمرك بغير الحقّ أن تفتري على الله، ويزعم أنه روح المسيح عيسى ابن مريم تجلَّت في جسدك أو روح محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عادت إليك ثم يقول لك الشيطان تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم [القصص:85]! ثم تشعر باقتناعٍ أنّ الذي يكلمك في صدرك أنه روحٌ مقدسة، بَلْ هي روحٌ خبيثة؛ روح شيطانٍ رجيمٍ يوسوس لك أن تقول على الله ما لا تعلم.

    وأما المعاد فهو معاد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من بعد إخراجه من مكة فردَّه الله إلى مكة بالفتح المبين مُنتصراً بنصر الله ربّ العالمين.

    وإني أراك لفي خطرٍ عظيمٍ أيّها المهاجر، أقسمُ بالله العظيم إني أشفق عليك وأريد لك النجاة وليس الهلاك، ويا أخي الكريم بارك الله فيك وطهَّرك من الروح الخبيثة التي سوف تطلب منك أن تعبده ويقول أنه من الملائكة إن لم يقُل لك ذلك بعد.

    ويا أخي الكريم إني والله أرى القرآن يضايقك بسبب احتراق مسّ الشيطان الذي يوسوس لك بغير الحقّ وللأسف قد اتّبعتَ افتراءه وافتريتَ ما افتريتَ، ولم يوحِ اللهُ لك شيئاً؛ بَلْ وسوس لك شيطانٌ رجيمٌ هو في ذاتك فَحُرَّهُ وأَحرقهُ بالقرآن العظيم فإنه شفاءٌ لما في الصدور إن كنت ترجو تجارةً لن تبور.

    وللأسف أَضلَّك الفهم الخاطئ لبيان ناصر محمد اليمانيّ حين وجدتَ أنه يقول: أنه يتلقى البيان الحقّ للقرآن العظيم بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فإني لا أقصد أني تلقيت وحياً جديداً وإنما يُلهمني ربّي بسلطان علمي من ذات القرآن العظيم وليس وحياً جديداً، بارك الله فيك ألم تجدني أقول:
    ( بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيم )

    فالوسوسة التي أقصدها هي كما يحدُث للمهاجر بالضبط فإنه يوسوس له شيطانٌ رجيمٌ ويحسب أنّ ذلك هو وحي التّفهيم من ربّ العالمين كما قال ناصر محمد اليمانيّ أنه يتلقى الوحي بالتّفهيم.
    ولكني أخي الكريم لا أقصد وحياً جديداً وإنما يُذكِّرني ربّي عن طريق التّفهيم بسلطان علمي لأستنبطه من ذات القرآن العظيم من آياته المحكمات البيّنات، ولا أقصد أني أتلقى وحياً جديداً.

    هداك الله وغفر لك فلا وحيَ جديدٌ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا كتابَ جديدٌ من بعد رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ أجمعين والخالدة والمحفوظة من التحريف إلى يوم الدين؛ رسالة القرآن العظيم؛ كتاب الله الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه في عهد محمدٍ رسول الله لتحريفه ولا من خلفه من بعد موته، إنه حجّة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر، وإنما السُنة بيانٌ لما شاء الله من القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ويا أخي الكريم، إنما السُّنة الحقّ تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً للناس، وإنما يكفر المهديّ المنتظَر بما خالف لمحكم القرآن العظيم، فأَعلم أنه حديثٌ سنيٌّ مُفترىً جاء من عند غير الله في السُّنة الغير محفوظة من التحريف، ولا ولن أُفرِّط في السُّنة النّبويّة الحقّ، ألا إن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ نورٌ على نورٍ ولا ينبغي لهما أن يفترقا فيختلفا.

    ويا أخي الكريم غفر الله لك وهداك وتقبل دعاءك علينا إن لم يكن ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك وعلى ناصر محمد اليمانيّ لعنة الله إلى يوم الدين، غير أني أرجو من الله أن لا يلعنك أخي المهاجر لأني أراك من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً، وأرجو من الله أن يهديك وسوف نصبر عليك وعفونا عنك من أجل الله عسى أن يعفو الله عنك، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وإنما رضيت باللعنة على نفسي لأني أعلم أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فكيف يلعن اللهُ المهديَّ المنتظَر الذي اصطفاه واختاره من بين البشر وآتاه البيان الحقّ للذِّكر! ولذلك لم تجدني أخشى لعنة الله شيئاً وإنما لعنة الله تُصيب المُعرضين عن الذِّكر الحكيم، ولكن حرِصت عليك ألا تصيبك لعنة الله.

    وأقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار أنْ لو أجبتك للمُباهلة عليك أنها لتحلّ عليك اللعنة ولكن قبلتُ مُباهلتك عليّ وحدي وأن لعنة الله عليّ وحدي إن كنتُ لستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، فلئِن أنقذك خيرٌ لي وأحبُّ من أن يطردك الله من رحمته أخي الكريم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار يا تلاميذ الإمام المهديّ إلى الله المستعان فكونوا رحمةَ الله للأمّة ولا تستفزّوا الباحثين عن الحقّ ولا تردّوا عليهم بالسبّ والشتم فليس ذلك من عزم الأمور؛ بَلْ قال الله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 9437 من موضوع {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 11 - 1431 هـ
    31 - 10 - 2010 مـ
    4:21 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ } ..

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} [الأحزاب]، صلوات ربّي وسلامه عليك يا حبيب قلبي وأحبّ إلى نفسي من أمّي وأبي محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً..

    أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، إخواني الزوار الباحثين عن الحق في طاولة الحوار، إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يجعلني الله كمثل علمائكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ومن ثم يقول: "فإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان"، وأعوذُ بالله أن أكون منهم في شيء بل أقول لكم ما قاله نبيُّ الله موسى والرُّسل من قبله ومن بعده؛ قال كلٌّ منهم: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، وكذلك الإمام المهديّ المُتّبع لنهجهم يقول: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ}، فإذا لم ألجمكم بالحقِّ من ربّكم بآياتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم فلستُ المهديّ المنتظَر لكون الله لم يبعث الأنبياء والمهديّ المنتظَر إلا ليبيّنوا للناس ما نُزِّل إليهم من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وكذلك محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ولذلك تجدون بيانهم يأتي ليزيد كتاب الله بياناً وتوضيحاً وليس ليعقّدوا عليهم المسألة، وكذلك المهديّ المنتظَر ابتعثه الله ليُبيّن ما أنزل الله إليهم في القرآن العظيم ولم يبتعثه الله ليُعقّد عليهم فَهْمَ كتاب الله أكثر تعقيداً، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وبما أنّه لا وحيٌّ جديدٌ فلا ينبغي لي أن آتيكم بسلطان العلم من عند نفسي بل أستنبطه لكم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم وأفصّلهُ تفصيلاً لقوم يعقلون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ الإمام المهديّ لمن الراسخين في علم الكتاب فلن تجدونني أنطق لكم عن بيان القرآن إلا بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب، فأُحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم يعلمهنّ ويفقهنّ كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ من البشر، ولسوف آتيكم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وقال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء:98].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}، فهل يقصد شركاءهم في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} [النحل]؟

    وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    والجواب: سبحان ربّي فكيف يُعذِّب الله في نار جهنم عباده المُقرّبين! وإنّما يعذِّب الذين بالغوا فيهم بغير الحقّ ويدعونهم من دون الله. ونعود للسؤال مرةً أخرى فمن يقصد الله في قول الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وفي قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} صدق الله العظيم، كونكم ستجدون أنّ الله ألقى بالعابد والمعبود بغير الحقّ في نار جهنم.

    والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولربّما يقاطعني ضيف طاولة الحوار (طه يس) ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فلم أفهم المقصود من قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا طه يس، إنّ المقصود هو: قرينك الشيطان الذي يكذّب عليك أنّه من ملائكة الرحمن المقرّبين ويأمرك أن تدعوه من دون الله؛ بل هو كذّاب؛ بل هو شيطانٌ رجيمٌ من ذرّيات الشيطان وليس من ملائكة الرحمن، ولو كان منهم لما أمرك أن تعبده فتدعوه من دون الله، وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروكم بما ليس لهم بحقّ، ولكنّ الذين كانوا على شاكلتك لم يكتشفوا أنّهم كانوا يعبدون الشياطين إلا حين ألقى الله إليهم بالسؤال عمّا كانوا يعبدون؟ فقالوا: كُنّا نعبدُ ملائكتك المُقرّبين زُلفةً إليك ربّنا فهم من أمرونا بذلك، ومن ثم ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المُقربين، وقال: {أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم. وإنّما ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين لكي تسمعوا شهادتهم بالحقِّ أنّهم ليسوا هم الذين أمروكم بعبادتهم من دون الله بل الشياطين المفترون أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وإنما يقصد الله بقوله: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} فلا يقصد أولياء الله الذين بالغوا فيهم بغير الحق؛ بل يقصد أمثال قرينك الذي يقول أنّه لمن ملائكة الرحمن المُقرّبين ثم يأمرك أن تدعوه من دون الله ويطلب منك ما تعلم يا (طه يس)، فهو ليس من ملائكة الرحمن المقرّبين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم، فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ فلا تتّبع الشيطان فإنّه كان للرحمن عصيّاً واتَّبعني أهدِك صراطاً سوياً.

    ويا (طه يس)، اتَّقِ الله فلا يوجد قرينٌ للإنسان من ملائكة الرحمن، ولا يوجد قرين إلا للإنسان الذي أعرض عن ذكر الرحمن وقرينه من الشياطين، ومنهم قرينك الذي يكذب عليك أنه من ملائكة الرحمن المقربين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المُستقيم وتحسب أنك من المهتدين. وتذكّر قول الله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. فلا تزعل من الإمام المهديّ أيّها الضيف (طه يس)، ولا تأخذك العزّة بالإثم.

    وأمّا بالنسبة للأحاديث المُفتراة والروايات التي تفتي أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان له قرينٌ من الشياطين فهداه الله، فإنّي أشهدك وأشهدُ الأنصار وكافة الزوار لطاولة الحوار أنّي بذلك الحديث المفترى لمن الكافرين، وما كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشياطين، ولا أجدُ في كتاب الله أنّ أحداً من الشياطين قد أسلم، ومثلهم كمثل أبيهم الشيطان إبليس، والشيطان وذريّته جميعاً أعداء الله ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وأما زُخرف القول الذي تجادل به الأنصار وهو النثر الفارغ إنّما هو وحيٌّ من الشيطان وهو ليس البيان الحقّ للقرآن من الرحمن، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتلك خدعةٌ من الشياطين يوحون إلى أوليائهم ليكونوا ضدّ الوحي الحقّ من ربّ العالمين، فيا عجبي من الذين يؤمنون أنّه كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشيطان فأسلم! وهل يقيّض الله الشياطين إلا لمن أعرض عن ذكر ربّه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وعلى كُلِّ حالٍ يا (طه يس)، إنّ بيني وبينك الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فلنحتكم إلى آياته المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم إن كنت تريد الحقّ ولا غير الحقّ، فلا تأخذك العزّة بالإثم بعد أن تبيّن لك أنّه كان يُضلّك عن الحقّ شيطانٌ رجيمٌ وليس من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولا أجدُ في كتاب الله قرناء من ملائكة الرحمن؛ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! وقال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أيّها الضيف (طه يس)، لقد تركنا لك المجال لحوار الأنصار لكي يتبيّن لهم أنّ الوحي الشيطاني لا يزيد كتاب الله إلا تعقيداً على المؤمنين برغم أنّهم يوهمون المؤمنين بكلماتٍ ليظنّ الآخرين أنّ هؤلاء لذو علمٍ عظيمٍ يخفونه عن العالمين، فاحذروا؛ فلا يخرجونكم من النور إلى الظلمات بعد إذ هداكم الله إلى الحقّ، فما بعد الحقّ إلا الضلال؟ ولن تجدوهم يخرجوكم إلى برٍّ بل مجرد نثرٍ فارغٍ وليس البيان الحقّ للذكر، وأمّا نثر المهديّ المنتظَر فيشرح لكم البيان الحقّ للذكر ثم آتيكم بسلطان العلم من محكم القرآن لكي تعلموا أني لا أُحاجُّكم بوسوسة الشيطان، بل بآياتٍ بيّناتٍ من محكم القرآن، وحين أفتيكم عن وحي التّفهيم فلا أقصد أنّه وحيّ جديد إليكم من ربّكم بل مجرد تفهيمٍ بسلطان العلم المبين من محكم القرآن المبين.

    فاحذروا مكر الشياطين واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم الذي جعله الله حجّة العالِم على طالب العلم أو حجّة طالب العلم على العالِم، فذلك بيني وبينكم أن نحتكم إلى القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وإذا لم تجدوا أنّ ناصرَ محمد اليماني هو المهيمن بالحقِّ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ، فإذا لم ألجمكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الفتوى من ربّ العالمين عن طريق نبيّه في الرؤيا الحقّ أنه: [لن يجادلني أحد من كتاب الله القرآن العظيم إلا غلبته بسلطان العلم منه]، لمن كان يتمنّى أن يتّبع الحقّ ولا يريد غير الحقّ سبيلاً، أولئك لن تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم أنّهم كانوا من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فلن يستمروا على ضلالهم لأنّهم علموا أنّ ذلك خسرانٌ مبينٌ بعد إذ هداهم الله إلى الحقّ، فتجدونهم يحمدون الله أنّه لم يُمِتهم وهم لا يزالون على ضلالٍ مبينٍ، ويحمدون الله الذي بعث في أمّتهم المهديّ المنتظَر ليخرجهم بآياتٍ بيّناتٍ من الظُلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولربّما يود (طه يس) أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، إنّما ذلك القول موجّه لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: لم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً حصريّاً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! بل قال الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وكذلك الإمام المهديّ ينذركم بالقرآن العظيم لعلكم تتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

    وهذه مقدّمة الحوار من المهديّ المنتظَر إلى (طه يس)، فليتفضل للحوار بجَدٍّ مشكوراً وليس بحوار زخرف النثر الفارغ من الحقّ، ولذلك جعلنا هذا البيان بعنوان قول لله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} صدق الله العظيم، كوني سوف أستنبط لكم الحقّ من محكم كتاب الله القرآن العظيم من آياته البينات، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110812 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 29 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيـــــــــــــــان ]

    https://alyamani.me/showthread.php?p=37868

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 05 - 1433 هـ
    03 - 04 - 2012 مـ
    05:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ المنتظَر على شيطانٍ من شياطين البشر الذين كرهوا رضوان الله النّعيم الأكبر ..

    بسم الله الواحد القهّار خالق الجانّ من مارج من نار وخالق الإنسان من صلصالٍ كالفخار، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، وبعد..

    ويا من نراه من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدّ عن الذكر، إنّكم تُنكرون النّعيم الأكبر رضوان الله على عباده فتقولون إنّ ناصر محمد اليماني كذّابٌ أشِر بسبب أنّه يفتي أنّ رضوان الله على عباده نعيمٌ أكبر من نعيم جنته، فتعالوا لنحتكم إلى محكم الذكر هل رضوان الله على عباده هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم جنته؟ ومن ثم نجد حكم الله بالحقّ قد جعله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور في محكم الذكر يفتيكم الله الواحد القهار أنّ رضوان الله على عباده نعيمٌ أكبر من نعيم جنته، ونستنبط ذلك الحكم الحقّ لربّ العالمين من محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّٰتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن هذا الشيطان الذي يكفر بأنّ رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم جنته لن يدرك ذلك أبداً، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّه من الذين قال الله عنهم:
    {إِنَّ الَّذِينَ ارْ‌تَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِ‌هُوا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ‌ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِسْرَ‌ارَ‌هُمْ ﴿٢٦﴾ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِ‌بُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَ‌هُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتّبعوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِ‌هُوا رِ‌ضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    وقد عرفناه من لحن قوله ما يرمي إليه فتبيّن لكم أنّه من الذين قال الله تعالى عنهم:
    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتّبعوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}صدق الله العظيم، وكذلك تجدونه يدعو إلى الشرك بالله ويريد أن يعتقد المسلمين بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود كونه يريد أن يخالف أمر الله في الكفر بشفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    ويا معشر المسلمين أفلا أدلّكم كيف تميّزون بين الحقّ والباطل؟ فانظروا لدعوة شياطين الجنّ والإنس تجدونهم يدعون إلى الشرك بالله والاعتقاد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ولكن الدَّاعي إلى الحقّ تجدونه يخرجكم من عبادة العبيد إلى عباده الربّ المعبود وحده لا شريك له. ولا يزالون يحاولون ردّكم عن دينكم الحقّ إن استطاعوا ويحاولون فتنتكم عن الحقّ. قال الله تعالى:
    {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:47].

    ولسوف تجدون منهم العجب العُجاب من طرق المكر والخبث والدهاء بالباطل بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ومن الممترين من استحوذت عليهم الشياطين ويصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ له شَيْطَانًا فَهُوَ له قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا عدو الله وعدو خليفته، ما كان الإمام المهديّ لينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ومن ثم يقول لكم أنا شفيعكم يوم الدّين،
    وإنّما أفتيتُ بالإذن من الله لتحقيق الشفاعة، فالذين يأذن الله لهم لن يقولوا شفّعنا يا رب في عبادك فيجيبهم، هيهات هيهات. وسبحان الله العظيم وتعالى علواً كبيراً! بل الذين أَذِنَ لهم بالخطاب فنطقوا بالقول الصواب وطلبوا من ربّهم أن ترضى نفسه سبحانه، فذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لهم، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وحتى يتحقق ذلك فلا بدّ أن يدخل عباده في رحمته فيرضى.

    واسمع يا هذا إلى ما أقول: أقسم بمن أنزل الكتاب ومُجري السحاب وهازم الأحزاب الله العزيز الوهاب إنّ لله عباداً في هذا العالم لن يرضيهم ربّهم بتريليون تريليون تريليون جنّةٍ عرضها السماوات والأرض حتى يرضى! وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنهم يرون والآن والزمان أن لا حاجة لهم بجنّة النّعيم والحور العين وحبيبهم متحسر وحزين في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم من الذين ضلّوا في الحياة الدنيا، ولا يتحسر على المغضوب عليهم أمثالك كونكم يا شياطين الجنّ والإنس لستُم من الضالّين، وإنما الضالّون هم الذين ضلّوا عن سبيل الهدى ويحسبون أنهم مهتدون.

    وأما شياطين الجنّ والإنس فإنّهم للحقّ كارهون، واتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم ولعنهم في الدنيا والآخرة ويُعذّبون ثلاث مرات. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101]

    ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد السائلين فيقول: "ولكن الله تعالى يقول:
    {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} صدق الله العظيم، فلماذا يا ناصر محمد تقول سيعذبهم الله ثلاث مرات؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنّما المرّتان في خلال عمر الحياة الدنيا ومن ثمّ يردون إلى عذابٍ عظيمٍ يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم.

    أولئك المنافقون من شياطين البشر أمثال الكافر بنعيم رضوان الله فاحذروهم، وإن لم تحذروهم فسوف يردّوكم إلى عبادة العبيد والاستغناء بهم عن الربّ المعبود ثم لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً. لعنهم الله بكفرهم وغضب عليهم وأحلّ عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ ‎﴿٨٤﴾‏ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ ‎﴿٨٥﴾‏ كَيْفَ يَهْدِى ٱللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا۟ بَعْدَ إِيمَٰنِهِمْ وَشَهِدُوٓا۟ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿٨٦﴾‏ أُو۟لَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ‎﴿٨٧﴾‏ خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٨٩﴾‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْدَ إِيمَٰنِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُوا۟ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ ‎﴿٩٠﴾‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَمَاتُوا۟ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِۦٓ ۗ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ‎﴿٩١﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وإنّ شياطين الجنّ والبشر لهم ألدّ أعداء المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كونهم يكفرون بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني الذي يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده وأن لا يدعوا مع الله أحداً ولن يجدوا من دونه ملتحدا، ويحذّرهم من الشرك بالله ويأمرهم بالإخلاص لله وحده، ويدعو الجنّ والإنس إلى أن يتّخذوا رضوان الله غاية في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولكنَّ الذين يتّبعون ما يسخط الله وكرهوا رضوانه لا ولن تعجبهم دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولسوف يسعون بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحشر: ١٠]



  8. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 9437 من موضوع {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 11 - 1431 هـ
    31 - 10 - 2010 مـ
    4:21 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ } ..

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} [الأحزاب]، صلوات ربّي وسلامه عليك يا حبيب قلبي وأحبّ إلى نفسي من أمّي وأبي محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً..

    أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، إخواني الزوار الباحثين عن الحق في طاولة الحوار، إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يجعلني الله كمثل علمائكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ومن ثم يقول: "فإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان"، وأعوذُ بالله أن أكون منهم في شيء بل أقول لكم ما قاله نبيُّ الله موسى والرُّسل من قبله ومن بعده؛ قال كلٌّ منهم: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، وكذلك الإمام المهديّ المُتّبع لنهجهم يقول: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ}، فإذا لم ألجمكم بالحقِّ من ربّكم بآياتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم فلستُ المهديّ المنتظَر لكون الله لم يبعث الأنبياء والمهديّ المنتظَر إلا ليبيّنوا للناس ما نُزِّل إليهم من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وكذلك محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ولذلك تجدون بيانهم يأتي ليزيد كتاب الله بياناً وتوضيحاً وليس ليعقّدوا عليهم المسألة، وكذلك المهديّ المنتظَر ابتعثه الله ليُبيّن ما أنزل الله إليهم في القرآن العظيم ولم يبتعثه الله ليُعقّد عليهم فَهْمَ كتاب الله أكثر تعقيداً، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وبما أنّه لا وحيٌّ جديدٌ فلا ينبغي لي أن آتيكم بسلطان العلم من عند نفسي بل أستنبطه لكم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم وأفصّلهُ تفصيلاً لقوم يعقلون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ الإمام المهديّ لمن الراسخين في علم الكتاب فلن تجدونني أنطق لكم عن بيان القرآن إلا بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب، فأُحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم يعلمهنّ ويفقهنّ كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ من البشر، ولسوف آتيكم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وقال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء:98].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}، فهل يقصد شركاءهم في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} [النحل]؟

    وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    والجواب: سبحان ربّي فكيف يُعذِّب الله في نار جهنم عباده المُقرّبين! وإنّما يعذِّب الذين بالغوا فيهم بغير الحقّ ويدعونهم من دون الله. ونعود للسؤال مرةً أخرى فمن يقصد الله في قول الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وفي قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} صدق الله العظيم، كونكم ستجدون أنّ الله ألقى بالعابد والمعبود بغير الحقّ في نار جهنم.

    والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولربّما يقاطعني ضيف طاولة الحوار (طه يس) ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فلم أفهم المقصود من قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا طه يس، إنّ المقصود هو: قرينك الشيطان الذي يكذّب عليك أنّه من ملائكة الرحمن المقرّبين ويأمرك أن تدعوه من دون الله؛ بل هو كذّاب؛ بل هو شيطانٌ رجيمٌ من ذرّيات الشيطان وليس من ملائكة الرحمن، ولو كان منهم لما أمرك أن تعبده فتدعوه من دون الله، وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروكم بما ليس لهم بحقّ، ولكنّ الذين كانوا على شاكلتك لم يكتشفوا أنّهم كانوا يعبدون الشياطين إلا حين ألقى الله إليهم بالسؤال عمّا كانوا يعبدون؟ فقالوا: كُنّا نعبدُ ملائكتك المُقرّبين زُلفةً إليك ربّنا فهم من أمرونا بذلك، ومن ثم ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المُقربين، وقال: {أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم. وإنّما ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين لكي تسمعوا شهادتهم بالحقِّ أنّهم ليسوا هم الذين أمروكم بعبادتهم من دون الله بل الشياطين المفترون أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وإنما يقصد الله بقوله: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} فلا يقصد أولياء الله الذين بالغوا فيهم بغير الحق؛ بل يقصد أمثال قرينك الذي يقول أنّه لمن ملائكة الرحمن المُقرّبين ثم يأمرك أن تدعوه من دون الله ويطلب منك ما تعلم يا (طه يس)، فهو ليس من ملائكة الرحمن المقرّبين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم، فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ فلا تتّبع الشيطان فإنّه كان للرحمن عصيّاً واتَّبعني أهدِك صراطاً سوياً.

    ويا (طه يس)، اتَّقِ الله فلا يوجد قرينٌ للإنسان من ملائكة الرحمن، ولا يوجد قرين إلا للإنسان الذي أعرض عن ذكر الرحمن وقرينه من الشياطين، ومنهم قرينك الذي يكذب عليك أنه من ملائكة الرحمن المقربين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المُستقيم وتحسب أنك من المهتدين. وتذكّر قول الله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. فلا تزعل من الإمام المهديّ أيّها الضيف (طه يس)، ولا تأخذك العزّة بالإثم.

    وأمّا بالنسبة للأحاديث المُفتراة والروايات التي تفتي أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان له قرينٌ من الشياطين فهداه الله، فإنّي أشهدك وأشهدُ الأنصار وكافة الزوار لطاولة الحوار أنّي بذلك الحديث المفترى لمن الكافرين، وما كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشياطين، ولا أجدُ في كتاب الله أنّ أحداً من الشياطين قد أسلم، ومثلهم كمثل أبيهم الشيطان إبليس، والشيطان وذريّته جميعاً أعداء الله ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وأما زُخرف القول الذي تجادل به الأنصار وهو النثر الفارغ إنّما هو وحيٌّ من الشيطان وهو ليس البيان الحقّ للقرآن من الرحمن، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتلك خدعةٌ من الشياطين يوحون إلى أوليائهم ليكونوا ضدّ الوحي الحقّ من ربّ العالمين، فيا عجبي من الذين يؤمنون أنّه كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشيطان فأسلم! وهل يقيّض الله الشياطين إلا لمن أعرض عن ذكر ربّه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وعلى كُلِّ حالٍ يا (طه يس)، إنّ بيني وبينك الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فلنحتكم إلى آياته المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم إن كنت تريد الحقّ ولا غير الحقّ، فلا تأخذك العزّة بالإثم بعد أن تبيّن لك أنّه كان يُضلّك عن الحقّ شيطانٌ رجيمٌ وليس من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولا أجدُ في كتاب الله قرناء من ملائكة الرحمن؛ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! وقال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أيّها الضيف (طه يس)، لقد تركنا لك المجال لحوار الأنصار لكي يتبيّن لهم أنّ الوحي الشيطاني لا يزيد كتاب الله إلا تعقيداً على المؤمنين برغم أنّهم يوهمون المؤمنين بكلماتٍ ليظنّ الآخرين أنّ هؤلاء لذو علمٍ عظيمٍ يخفونه عن العالمين، فاحذروا؛ فلا يخرجونكم من النور إلى الظلمات بعد إذ هداكم الله إلى الحقّ، فما بعد الحقّ إلا الضلال؟ ولن تجدوهم يخرجوكم إلى برٍّ بل مجرد نثرٍ فارغٍ وليس البيان الحقّ للذكر، وأمّا نثر المهديّ المنتظَر فيشرح لكم البيان الحقّ للذكر ثم آتيكم بسلطان العلم من محكم القرآن لكي تعلموا أني لا أُحاجُّكم بوسوسة الشيطان، بل بآياتٍ بيّناتٍ من محكم القرآن، وحين أفتيكم عن وحي التّفهيم فلا أقصد أنّه وحيّ جديد إليكم من ربّكم بل مجرد تفهيمٍ بسلطان العلم المبين من محكم القرآن المبين.

    فاحذروا مكر الشياطين واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم الذي جعله الله حجّة العالِم على طالب العلم أو حجّة طالب العلم على العالِم، فذلك بيني وبينكم أن نحتكم إلى القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وإذا لم تجدوا أنّ ناصرَ محمد اليماني هو المهيمن بالحقِّ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ، فإذا لم ألجمكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الفتوى من ربّ العالمين عن طريق نبيّه في الرؤيا الحقّ أنه: [لن يجادلني أحد من كتاب الله القرآن العظيم إلا غلبته بسلطان العلم منه]، لمن كان يتمنّى أن يتّبع الحقّ ولا يريد غير الحقّ سبيلاً، أولئك لن تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم أنّهم كانوا من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فلن يستمروا على ضلالهم لأنّهم علموا أنّ ذلك خسرانٌ مبينٌ بعد إذ هداهم الله إلى الحقّ، فتجدونهم يحمدون الله أنّه لم يُمِتهم وهم لا يزالون على ضلالٍ مبينٍ، ويحمدون الله الذي بعث في أمّتهم المهديّ المنتظَر ليخرجهم بآياتٍ بيّناتٍ من الظُلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولربّما يود (طه يس) أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، إنّما ذلك القول موجّه لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: لم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً حصريّاً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! بل قال الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وكذلك الإمام المهديّ ينذركم بالقرآن العظيم لعلكم تتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

    وهذه مقدّمة الحوار من المهديّ المنتظَر إلى (طه يس)، فليتفضل للحوار بجَدٍّ مشكوراً وليس بحوار زخرف النثر الفارغ من الحقّ، ولذلك جعلنا هذا البيان بعنوان قول لله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} صدق الله العظيم، كوني سوف أستنبط لكم الحقّ من محكم كتاب الله القرآن العظيم من آياته البينات، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    ولا تُصلّوا على المنافقين الذين علمتم أنّهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر ومنهم المشعوذون أصحاب سحر التّفريق فلا تُصلّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا على قبورهم، فكيف تقومون على قبر من يدوس القرآن العظيم في الحمام؟ إذ أنّ ذلك شرط للشياطين على الذين يعلِّمونهم سحر التّفريق والشعوذة بشكل عامٍ وأولئك هم ألدّ الخصام، حتى وإن رأيتموهم يلتزمون بالصلاة في بيوت الله وأنتم تعلمون أنّ ذلك الملتزم ليصنع سحر التّفريق أو كما يقال يجمع ويفرِّق أي يجمع بين اثنين ويفرق بين اثنين فأولئك هم أصحاب سحر التّفريق أخطر أعداء الدين والمسلمين ويدخلون من ضمن المنافقين فلا تصلُّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا بالصلاة عليهم عند المقابر لكونهم ماتوا وهم من المنافقين الكافرين، ونعوذُ بالله من سحرهم ومن كافة مكرهم، ونجعل الله في نحورهم هو مولانا نعم المولى ونعم النّصير.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 09 - 1435 هـ
    08 - 07 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    https://alyamani.me/showthread.php?p=150457


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 150457 من موضوع ويا معشر المسلمين إني أراكم قد اختلفتم في الصلاة على أمواتكم ..


    - 4 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://alyamani.me/showthread.php?p=150455

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 09 - 1435 هـ
    08 - 07 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام المهديّ يُفتي بالحقّ عن مكان إقامة الصلاة على الميّت ..

    اقتباس المشاركة : alawab
    امامي الغالي الحبيب وقد علمنا منكم ان الصلاة على الميت هي الدعاء له وانها سبع تكبيرات في كل تكبيرة عشرة استغفارات فتصبح سبعين مرة استغفارا كفيلة بان ترقق القلب وتدمع العين فيستجيب الله الرحمن فيرحمه
    والسؤال هو : أين نقيم الصلاة على الميت ؟ هل في المساجد كما يفعلون اليوم؟ أم عند قبره ؟
    انتهى الاقتباس من alawab

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم النّبيّين وآل البيت الطّيّبين الطّاهرين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أحبّتي السائلين وجميع المسلمين، ونفتيكم بالحقّ بأنّه ليس شرطاً أن تصلّوا على أمواتكم في المساجد ولا نمنع الصلاة عليهم بالمساجد ويجوز لكم أنْ تصلّوا عليه حين تضعونه في لحده ومن قبل الدَّفن فتقوموا على قبورهم فتصلّوا عليهم بالدعاء وأنتم قائمون من غير ركوعٍ ولا سجودٍ، والبرهان المبين بجواز الصلاة على الميت من بعد وضعه في اللحد تجدونه في قول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ونستنبط من ذلك جواز الصلاة على الأموات من بعد وضعه في اللحد، فمن ثمّ تدفنونه من بعد إتمام صلاة الجنازة، ولا تُصلّوا على المنافقين الذين علمتم أنّهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر ومنهم المشعوذون أصحاب سحر التّفريق فلا تُصلّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا على قبورهم، فكيف تقومون على قبر من يدوس القرآن العظيم في الحمام؟ إذ أنّ ذلك شرط للشياطين على الذين يعلِّمونهم سحر التّفريق والشعوذة بشكل عامٍ وأولئك هم ألدّ الخصام، حتى وإن رأيتموهم يلتزمون بالصلاة في بيوت الله وأنتم تعلمون أنّ ذلك الملتزم ليصنع سحر التّفريق أو كما يقال يجمع ويفرِّق أي يجمع بين اثنين ويفرق بين اثنين فأولئك هم أصحاب سحر التّفريق أخطر أعداء الدين والمسلمين ويدخلون من ضمن المنافقين فلا تصلُّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا بالصلاة عليهم عند المقابر لكونهم ماتوا وهم من المنافقين الكافرين، ونعوذُ بالله من سحرهم ومن كافة مكرهم، ونجعل الله في نحورهم هو مولانا نعم المولى ونعم النّصير.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الماعون].

    أولئك المشعوذون الكفرة الفجرة الذين يراؤون في صلواتهم ليحسب النّاس أنّهم مُصلحون فيعجبهم قولهم، وإذا تولّوا فيهلكون الماعون وهو الحرث والنسل فيفرّقون ما بين المرء وزوجه ويزعمون إنّما أمدهم الله بجنٍّ صالحين، أولئك ألدّ الخصام للدين وللمسلمين ولله ربّ العالمين، كأمثال المُشعوذ ( محمد العوبلي ) الذي في اليمن في مدينة رداع ويقصده كثيرٌ من الذين كفروا بما أُنزل على محمدٍ من اليمن والسعودية ومختلف دول الخليج ليرجون منه الشفاء لأمراضهم، فكيف ترجون الشفاء من شيطانٍ رجيمٍ اتّخذ الشياطين أولياء من دون الله وهو من ألدّ الخصام؟! وإن أعجبكم قوله وكذبه فإنّه لمن الكاذبين ما دام يتعامل مع الجنّ الشياطين، وجميع الذين يزعمون أنّهم يملكون الجنّ فإنّهم كاذبون، وإنّما امتلكتهم الشياطين فَتَبِعوا الشياطين وتعلّموا منهم السحر لإهلاك الحرث ماعون النسل فيفرّقون بين المرء وزوجه، ولكنّ الشياطين لم تأمر ( محمد العوبلي ) بالكُفر ظاهر الأمر؛ بل قالوا له ولأمثاله إنّما نحن فتنة للمسلمين فلا تكفر ظاهر الأمر وكُن من المُصلّين واذهب للمساجد وكأنّك من المُسبّحين، أولئك ما كان لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين لأنّهم يعلمون أنّهم من {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} ألا لعنة الله على محمد العوبلي لعنًا كبيرًا.

    وأقسمُ بالله العظيم يا معشر المشعوذين إن أظهرني الله عليكم لأجتثّكم من الأرض أجمعين كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ، إلا أن تتوبوا من قبل أن يَقدِر المهديّ المنتظَر عليكم فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، وإن أظهرني الله عليكم وأنتم لا تزالون توالون الشياطين فتساعدونهم على إهلاك حرث المسلمين بواسطة مسوس الشياطين مسوس السحر للمشاركة في الحرث والنّسل حتى لا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا، ولكنّ الله عَلّم المؤمنين في السُّنة النّبويّة الحقّ أن يقولوا عند لقاء نسائهم اللاتي جعلهنّ الله حرثهم لذُريّاتِهم: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا].

    ثمّ لا يستطيع المسّ الشيطاني أن يشاركهم شيئًا في أولادهم، وإنّما المسوس من الجنّ الذين هم من ذُرّيات الشيطان إبليس، ولا يدخل الجانّ في الإنسان أبدًا وإنّما يكذبون على الذين لا يعلمون أنّهم من الجنّ ولم يعترفوا أنّهم من ذريّات إبليس إلا قليل من الشياطين، ولكنّ الله علّمكم يا معشر الذين يعالجون بالقرآن العظيم وبالرُّقية الشرعيّة أنّ الذي يتخبط الممسوس أنّه جانّ من ذُريّات الشيطان إبليس.

    تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والمسّ إذا كان برأسه فيشعر بصداعٍ شديدٍ قد يستمر ساعات، وإذا كان بصدره فيشعر بضيقٍ شديدٍ، وإذا كان في ظهره فيشعر المريض بألمٍ في مكانٍ ما في ظهره، وإذا كان بيده فيشعر أن يده خاذلة لا تكاد أن تحمل ثقلًا، وإذا بركبته فيشعر بألمٍ في ركبته، وهكذا أينما يكون المسُّ في جسم الإنسان فيؤذي الإنسان في المكان الذي هو فيه في جسمه حتى إذا ذهب إلى مكانٍ آخر في جسمه فيشعر أنّ العضو الذي كان يؤلمه قبل لحظاتٍ قد شُفي ولكنه أصبح يتألَّم من عضوٍ آخر في جسمه وهو المكان الذي انتقل مسّ الشيطان إليه، فهو يتخبطه من عضوٍ إلى عضوٍ آخر، فإذا كان بصدره فإنه يشعر بضيقٍ وكأنّه سوف يختنق المريض من قلّة التنفس فيشعر بصدره ضنك مضغوط إلى الداخل، حتى إذا انتقل المسّ من صدره إلى عضوٍ آخر فإنّ صدر المريض سوف يشعر أنّه افتكّ وذهب من صدره الضيق والضّنك، ولكنهُ قد يؤلمه المكان الذي انتقل فيه فيمرضه في عضوٍ آخر أينما يتخبّطه فيمرضه، فالممسوس من مرضٍ إلى آخر.


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    10 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    06 - 04 - 2009 مـ
    11:47 مساءً
    ( حسب التوقيت الرّسمي لأم القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    https://alyamani.me/showthread.php?p=150457


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5429 من موضوع الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )


    - 4 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    10 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    06 - 04 - 2009 مـ
    11:47 مساءً
    ( حسب التوقيت الرّسمي لأم القرى )
    ــــــــــــــــــــ



    إلى من يزعم محبّة الله ورسوله، إليك ردّي بالتحدّي فلستَ نِدّي ..


    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    وأقسمُ بالله العظيم أنّه لن ينال محبّة الله إلاّ من اتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ومن كذّب بكتاب الله أو بسنّة رسول الله الحقّ التي لا تزيد القرآن إلا بيانًا وتوضيحًا للتّابعين فقد نال مقت الله وغضبه، وأنا الإمام المهديّ الحقّ ابتعثني الله لنُصرة ما أتاكم به محمّدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تزيد القرآن إلا بيانًا وتوضيحًا للناس أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ومن خلال هذا القول المُحكَم في القرآن العظيم يفتيكم الله أنّ بيان السُّنة النّبويّة أتى ليزيد آياتٍ في القرآن العظيم لم يتمّ تفصيلهنّ في القرآن كمثل آيات ركن الصّلوات والزّكاة وغيرهُنّ من أحكام الدّين، فإذا لم تجد التفصيل لهنّ في محكم القرآن العظيم فابحث عن التفصيل لهنّ في السُّنة النّبويّة الحقّ، ولكن إذا حكّمتم العقل والمنطق فهل ممكن أن يأتي البيان في السُّنة النّبويّة مخالفًا لما جاء في أحكام الله في القرآن العظيم؟ فسوف يردّ عليكم العقل والمنطق: كلّا فلا ينبغي أن تزيد السُّنة النّبويّة القرآن العظيم إلا بيانًا وتوضيحًا. ولذلك أمركم الله بعدم اتِّباع ما ليس لكم به علم وسلطان يقبله العقل، وحذّركم الله إن ضللتم أنّه سوف يسألكم عن عقولكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ومن هذه الحكمة تدركون أنّ العلم والسلطان الحقّ لا ينبغي له أن يخالف العقل والمنطق، ولذلك تجدون أنّ الله أمركم أن تستخدموا العقل والمنطق لتنظروا هل تقبل عقولكم ذلك أم ترفضه، ولو تُحَكِّموا عقولكم في الجّمع بين كتاب الله وسنّة رسوله وجعلهم الله نورًا على نورٍ فسوف تفتيكم عقولكم فتقول لكم إنّ البيان في السُّنة النّبويّة لآيات مُجمَلة في القرآن العظيم لا ينبغي له أن يأتي مخالفًا لأحكام القرآن العظيم، ثمّ تفتيكم عقولكم أنّ البيان في السُّنة النّبويّة إذا جاء مخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم فلا بُدّ أنّ ذلك الحديث النبويّ ( المُخالف لحُكم الله في محكم القرآن العظيم ) مُفترًى لا شكّ ولا ريب، لأنّ الحقّ والباطل دائمًا بينهما اختلافٌ كثيرٌ، فتعالوا لننظر سويًّا هل يؤيّد العلمُ الحقُّ العقلَ والمنطقَ؟ ثمّ تجدون أنّ الله أيّد فتوى عقولكم وصدّقها بالحقّ، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترون أنّ الله أيّد فتوى العقل والمنطق وصَدَّق فتوى عقولكم بالحقّ؟ وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنّ الذين لا يعلمون أنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله ظنّوا أنّه يقصد القرآن برغم أنّ الله لا يخاطب الكُفار ( بالقرآن العظيم ) الذين كذّبوا وتولّوا؛ بل يخصّ الكفار قول الله تعالى: {وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم [النساء:80].

    ومن ثمّ جاء الخطاب الموجّه للمؤمنين الذين قالوا نشهدُ أنّ لا إله إلا الله ونشهدُ أن محمدًا رسول الله، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} أولئك الذين شهدوا لله بالوحدانية وأنّ محمدًا عبده ورسوله {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}، ثمّ بيّن الله لكم مَكر المنافقين ممّن شهدوا بالحقّ ظاهر الأمر واتّخذوا أيمانهم جُنّة ليكونوا من رواة الحديث في السُّنة النّبويّة ويُبطِنوا المَكر ضدّ الله ورسوله فيصُدّوا عن آيات أمّ الكتاب في القرآن بأحاديث في السُّنة النّبويّة بحديثٍ غير الذي يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنّ أحاديث البيان في السُّنة النّبويّة جاءت كذلك من عند الله فلا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام من ذات نفسه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولذلك أكّد لكم الله في محكم القرآن العظيم أنّه إذا احتكمتُم إلى كتاب حُكم الله بينكم في محكم القرآن ليحكم بينكم في الحديث النبويّ الذي ذاع الخلاف بين علماء الأمّة عليه ثمّ أفتاكم أنّ هذا الحديث النبويّ في السُّنة النّبويّة إذا كان جاء من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين حُكم الله في محكم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا تصديقًا لحُكم الله في محكم القرآن العظيم بهذه الفتوى الحقّ في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، أقسمُ بالله العظيم أنّه لن يُكَذِّب بالحقّ من ربّ العالمين إلا الذين لا يعقلون، أي لا يتفكَّرون فلا يستخدمون عقولهم شيئًا وإنّما يتّبعون اتّباعًا أعمى لسلفهم الذين لحقوا بهم في الحياة أنّهم يقولون كذا فاتّبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم، برغم أنّ الله نهاهم أن يتّبعوا علم الّذين من قبلهم حتى يستخدموا عقولهم لتفتيهم: هل هذا علم يقبلهُ العقل والمنطق؟ ولكن للأسف إنّ علماء المسلمين أضلّوا أمّتهم لأنهم اتّبعوا علماء السّلف الذين لحقوا بهم من قبلهم أو عثروا على علمهم فاتّبعوه من غير أن يستخدموا عقولهم شيئًا، وإذا كانت هذه العلوم الدّينيّة في حال ردّوها للعقل والمنطق فرفضها العقل والمنطق فتلك علومٌ دينيّةٌ باطلةٌ مُفتراةٌ.

    فتعالوا لنُجرِّب العقل والمنطق مرةً أخرى في موضوعٍ آخر، فلو أنّ لأحدكم اِمرأتين إحداهُنّ أمَةٌ مؤمنةٌ حُرّةٌ والأخرى أمَةٌ مؤمنةٌ مِلك يمين، ثمّ أتين فاحشة الزنى مع رجلين وتبيّن أنّهما أتين الفاحشة ومن ثمّ أُتيَ بهنّ للحاكم ليُقيم عليهنّ حدّ الزنى كما أمر الله، ومن يتعدّى حدود الله وحَكَم بسواها فقد ظلم نفسه ظُلمًا عظيمًا، ومن ثمّ استمع الزوج إلى حُكم الحاكم عليهنّ بما أنزل الله وإذا بالحاكم يقول:
    (( فأمّا زوجتك المؤمنة الحرّة فقد حَكَم الله عليها بالرجم بالحجارة حتى الموت، وأمّا زوجتك المؤمنة مِلك اليمين فقد حَكَم الله عليها بخمسين جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين، ومن ثمّ يُقاطع زوجهنّ الحاكم إذا كان من أولي الألباب فيقول: يا أيّها الحاكم فكم حدّ الزنى في القرآن العظيم؟ وسوف يقول له: مائة جلدة، ثمّ يقول الزوج: وكم حَكَم الله على زوجتي الأمَة؟ ومن ثمّ يردّ عليه الحاكم فيقول قد حَكَم الله عليها بنصف المائة جلدة، ولذلك حدّها خمسون جلدة، ثمّ يردّ عليه الزوج فيقول: يا أيها الحاكم هل يظلمُ الله أحدًا؟ فكيف أنه يوصينا بالعدل ثمّ يحكمُ على زوجاتي إحداهنّ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى ليس إلا بخمسين جلدة؟! وكأنّ الله عذرها بإتيان فاحشة الزنى برغم أنّي أعدِل بينهنّ كما أمرني الله في الكَيلة والليلة، ولو قلت أنّ الله حكم على زوجتي الحرّة بمائة جلدة وعلى زوجتي الأمَة بخمسين جلدة لتقبّل ذلك العقلُ والمنطقُ وقلنا إنّما حكَم على الأمَة بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى لزوجتي الحرّة، وذلك لكي يؤلف قلب زوجتي الأمَة على الإسلام، فترى أنّنا نجلد نساءنا الحرّات بمائة جلدة بينما هنّ فلا نجلدهنّ إلا بخمسين جلدة برغم أنّنا قادرون على ظلمهنّ، فلا أهل لهنّ سوانا لأنّهنّ غنائم من نساء الكافرين، وبرغم ذلك لا نجلدهنّ إلا بنصف الحدّ الذي نجلدُ به نساءنا الحرات إذا أتين فاحشة الزنى، ولكنّي سمعت حُكمَك على زوجتي الحرّة فيه ظُلمٌ عظيمٌ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى لم يأمرك الله أن تجلدها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى وهذا يرفضه العقل والمنطق لأنه ظُلمٌ عظيمٌ على زوجتي الحرّة رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى لَم يحكم الله عليها حتى بحد الزنى الكامل مائة جلدة، بل ليس إلا خمسين جلدة، بينما زوجتي الأخرى الحرّة رجم بالحجارة حتى الموت! ولكنّي لستُ عالمًا يا أيها الحاكم، وإنّما هذا ما يقوله العلم والمنطق والحُكمُ لله ومن أحسنُ من الله حُكمًا لقوم يتّقون. ))

    فتعالوا يا أمّة الإسلام لننظر في كتاب الله لنتدبّر في مُحكم أحكامه في آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هل صدق الله بالحقّ ما أفتى به العقل والمنطق، وقال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا أمّة الإسلام، يا أولي الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب، انظروا لقول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم، فما الذي جاءت به هذه الآيات البينات؟ إنّها جاءت بحدّ الزنى للزاني والزانية من الأحرار المسلمين حدًّا سواءً للذكر والأنثى، وهنّ اللاتي يأتين فاحشة الزنى مع رجلٍ لم يُحلّه الله لها بعقدٍ شرعيٍّ، فهو ليس زوجًا لها، وتلك هي الزانية من نساء المسلمين الحرّات، وكذلك الزاني وهو الذي يأتي امرأة لم يحلّها الله له بعقدٍ شرعيٍّ، فهو ليس زوجًا لها على كتاب الله وسنّة رسوله، ومن ثمّ جاء الحُكم العدل من الله عليهم في آياته البيِّنات من غير ظُلم: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ بيَّن الله لكم حدّ الذين يقذفون المُحصَنات لفروجهنّ العفيفات بغير الحقّ، وأمَرَكم أن تجلدوا كلّ واحدٍ منهم ثمانين جلدةٍ وقال الله لكم: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم.

    ثمّ زادكم الله بيان بالحقّ وقال لكم: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو المقصود بالعذاب في قول الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ}؟ والجواب تجدونه في نفس الموضع في هذه الآيات التي وصفها الله بالبينات: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ولكن ما نوعه؟ كذلك تجدونه في آيات الله البيّنات: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ثمّ زادكم فتوى للذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ثمّ قال تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وذلك العذاب هو حدّ الزنى؛ المائة جلدة، ولذلك قال الله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    وفي هذه الآيات المحكمات التي وصفها الله بالبينات: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم. بيّن الله فيهنّ حدّ الزنى للنساء والرجال الأحرار من المسلمين فجعله حدًا سواءً كانوا متزوجين أم عُزابًا، فلم يعذُر الله غير المتزوجين أن يعتدوا على أعراض النّاس بحجّة أنّهم ليسوا متزوجين، ولذلك جعل الله حدّ الزنى المُحكم عليهم جميعًا النساء والرجال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ نأتي إلى حدّ العبيد والإِماء، فتجدون أنّ الله لم يحكم عليهم إلا بنصف حدّ الزنى وهو خمسون جلدة للذكر والأنثى منهم، وذلك لكي يؤلف قلوبهم على الدّين والتوبة إلى ربّهم والاقتناع قلبًا وقالبًا بدين المسلمين الذين يجلدون نساءهم الزانيات بمائة جلدة بينما لا يجلدون مَن عندهم من غير المسلمين الأحرار إلا بخمسين جلدة، برغم أنّهم قادرون على ظلمهم، ولكنّهم وجدوا أنّهم خفّفوا عنهم أحسن من نسائهم فلم يجلدوهم إلا بخمسين جلدة بينما نساءهم الحُرَّات بمائة جلدة، ومن ثمّ يقتنعون أنّ المسلمين لا يظلمون الإِماء والعبيد من نساء النّاس الغنائم لديهم، الذين جعلهم الله أمانة في أعناقهم، ومن ثمّ يؤمن كافة العبيد والإِماء بهذا الدّين قلبًا وقالبًا، وتلك هي الحكمة التي من أجلها لم يأمركم أن تجلدوا زوجاتكم اللاتي هنّ مِلك يمينكم إلا بخمسين جلدةٍ بنصف ما تجلدوا به زوجاتكم الحُرّات. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم. [النساء:25]

    وفي هذه الآية المُحكمة تبيّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    فتبيّن لكم العذاب المقصود من قول الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وأنّه يقصد حدّ الزنى مائة جلدة لأنّكم وجدتم الأمَة المتزوّجة حَكَم الله عليها بنصف حدّ المُحصنة خمسين جلدة ووجدتم ذلك بمحكم كتاب الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم.

    أفلا ترون أنّ حُكم الله الحقّ جاء مصدقاً لحكم العقل والمنطق في أول البيان ونُذكِّركم به:
    اقتباس المشاركة :
    ويا أمّة الإسلام، أقسمُ بالله العظيم أنّه لن يُكَذِّب بالحقّ من ربّ العالمين إلا الذين لا يعقلون، أي لا يتفكَّرون فلا يستخدمون عقولهم شيئًا وإنّما يتّبعون اتّباعًا أعمى لسلفهم الذين لحقوا بهم في الحياة أنّهم يقولون كذا فاتّبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم، برغم أنّ الله نهاهم أن يتّبعوا علم الّذين من قبلهم حتى يستخدموا عقولهم لتفتيهم: هل هذا علم يقبلهُ العقل والمنطق؟ ولكن للأسف إنّ علماء المسلمين أضلّوا أمّتهم لأنهم اتّبعوا علماء السّلف الذين لحقوا بهم من قبلهم أو عثروا على علمهم فاتّبعوه من غير أن يستخدموا عقولهم شيئًا، وإذا كانت هذه العلوم الدّينيّة في حال ردّوها للعقل والمنطق فرفضها العقل والمنطق فتلك علومٌ دينيّةٌ باطلةٌ مُفتراةٌ.

    فتعالوا لنُجرِّب العقل والمنطق مرةً أخرى في موضوعٍ آخر، فلو أنّ لأحدكم اِمرأتين إحداهُنّ أمَةٌ مؤمنةٌ حُرّةٌ والأخرى أمَةٌ مؤمنةٌ مِلك يمين، ثمّ أتين فاحشة الزنى مع رجلين وتبيّن أنّهما أتين الفاحشة ومن ثمّ أُتيَ بهنّ للحاكم ليُقيم عليهنّ حدّ الزنى كما أمر الله، ومن يتعدّى حدود الله وحَكَم بسواها فقد ظلم نفسه ظُلمًا عظيمًا، ومن ثمّ استمع الزوج إلى حُكم الحاكم عليهنّ بما أنزل الله وإذا بالحاكم يقول:
    (( فأمّا زوجتك المؤمنة الحرّة فقد حَكَم الله عليها بالرجم بالحجارة حتى الموت، وأمّا زوجتك المؤمنة مِلك اليمين فقد حَكَم الله عليها بخمسين جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين، ومن ثمّ يُقاطع زوجهنّ الحاكم إذا كان من أولي الألباب فيقول: يا أيّها الحاكم فكم حدّ الزنى في القرآن العظيم؟ وسوف يقول له: مائة جلدة، ثمّ يقول الزوج: وكم حَكَم الله على زوجتي الأمَة؟ ومن ثمّ يردّ عليه الحاكم فيقول قد حَكَم الله عليها بنصف المائة جلدة، ولذلك حدّها خمسون جلدة، ثمّ يردّ عليه الزوج فيقول: يا أيها الحاكم هل يظلمُ الله أحدًا؟ فكيف أنه يوصينا بالعدل ثمّ يحكمُ على زوجاتي إحداهنّ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى ليس إلا بخمسين جلدة؟! وكأنّ الله عذرها بإتيان فاحشة الزنى برغم أنّي أعدِل بينهنّ كما أمرني الله في الكَيلة والليلة، ولو قلت أنّ الله حَكَم على زوجتي الحرّة بمائة جلدة وعلى زوجتي الأمَة بخمسين جلدة لتقبّل ذلك العقلُ والمنطقُ وقلنا إنّما حكَم على الأمَة بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى لزوجتي الحرّة، وذلك لكي يؤلف قلب زوجتي الأمَة على الإسلام، فترى أنّنا نجلد نساءنا الحرّات بمائة جلدة بينما هنّ فلا نجلدهنّ إلا بخمسين جلدة برغم أنّنا قادرون على ظلمهنّ، فلا أهل لهنّ سوانا لأنّهنّ غنائم من نساء الكافرين، وبرغم ذلك لا نجلدهنّ إلا بنصف الحدّ الذي نجلدُ به نساءنا الحرات إذا أتين فاحشة الزنى، ولكنّي سمعت حُكمَك على زوجتي الحرّة فيه ظُلمٌ عظيمٌ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى لم يأمرك الله أن تجلدها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى وهذا يرفضه العقل والمنطق لأنه ظُلمٌ عظيمٌ على زوجتي الحرّة رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى لَم يحكم الله عليها حتى بحد الزنى الكامل مائة جلدة، بل ليس إلا خمسين جلدة، بينما زوجتي الأخرى الحرّة رجم بالحجارة حتى الموت! ولكنّي لستُ عالمًا يا أيها الحاكم، وإنّما هذا ما يقوله العلم والمنطق والحُكمُ لله ومن أحسنُ من الله حُكمًا لقوم يتّقون. ))
    انتهى الاقتباس
    فهل علمتم الآن لماذا أمَرَكم الله أن تستخدموا عقولكم؟ وذلك لأنّ أحكام الله تأتي مُصدّقة للعقل والمنطق الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، ولذلك تجدون أنه لن يُكذِّب بآيات الله أولو الألباب منكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا أمّة الإسلام، لقد جعل الله للإمام المهديّ شهداء في ذات أنفسكم، وأقسمُ بالله العظيم أنّها سوف تكون معي رغم أنوفكم، فهل تعلمون ما هي؟ إنّها أبصاركم، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وذلك لأنّ الأبصار عن الحقّ إذا حكّمتموها فإنّها لا تعمى أبدًا وإنما تعمى القلوب التي في الصدور، ولكن حجّة الله عليكم بَصَر العقل وإذا ذهبت عقولكم أمر الله الملائكة برفع القلم عن الذي ذهب عقله حتى يعود إليه، ولكنّي سوف أفتيكم بالحقّ أنّكم إذا اغتَرّ كلّ حزب من أحزاب الدّين فيكم بأنفسهم فيزعمون أنّ الحقّ معهم وأنّهم هم الطائفة الناجية لدرجة أنّهم لا يتفكّرون فيما هم به مستمسكون هل هو الحقّ من ربّهم لا شك ولا ريب أم إنّهم اتّبعوا الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا.

    ويا علماء أمّة الإسلام، إنّي أعلمُ جزاء من افترى على الله كذبًا بغير الحقّ، وأقسمُ بالله العلي العظيم البرّ الرحيم المستوي على العرش العظيم مَن يحيي العظام وهي رميم أنّه أفتاني الله العزيز الحكيم أنّي الإمام المهديّ إلى الصراط المستقيم؛ المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهّر خليفة الله على البشر، فلا أتغنّى لكم بالشعر؛ بل أُحاجِجكم بالبيان الحقّ للذكر وآتيكم بالسلطان من محكم القرآن؛ رسالة الله إلى كافة الإنس والجانّ؛ قرآن الله العَجَب الجامع لكافة الكتب؛ ذكركم وذكر من كان قبلكم كتاب الله المحفوظ، فلا تقولوا مرفوض فيهلككم الله بكفركم لأنّ ذكر القرآن العظيم المحفوظ هو حجّة الله على نبيّكم وحجّة الله عليكم من بعد التبليغ فيه ذكركم وذكر مَن قبلكم وعن ذكركم سوف تُسألون أنتم ونبيّكم ونبيّ المهديّ المنتظَر جِدّي وقدوتي وأسوتي وحبيبي وقرة عيني محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أمره الله أن يستمسك بمُحكَم ما جاء في هذا القرآن العظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأمَرَه أن لا يخالفه، ثمّ زادكم الله بما جاء في السُّنة النّبويّة الحقّ التي إما أن تتّفق مع ما جاء في هذا القرآن العظيم أو لا تخالفه شيئًا، وكذلك الأحاديث التي لا يوجد لها برهان في محكم القرآن فتحرّوا في رواتها وإن صحَّت رواتها ومن ثمّ تُردوها إلى عقولكم فتنظرون هل تقبلها عقولكم فتطمئن إليها قلوبكم فخذوا بها، ولن آمركم بالإعراض عن سُنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأعوذ بالله أن أكون من القُرآنيّين الذين أعرضوا عن سُنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأضاعوا فرضين من الصلوات المفروضات عمود الدّين، مَن تركها فقد كفر، ولذلك أدخل الله الكُفار في سقر وقال لهم المُصلّون ماسلَكَكُم في سقر؟ وكان أوّل ردّ من الكفار على السائلين عن سبب دخولهم النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ذلك لأنّ الصلوات عمود الدّين فمن أقامها خالصةً لعبادة الله وحده من غير رياءٍ فلا يدعو مع الله أحدًا فقد أقام الدّين ومن هدمها فقد هدم الدّين فويلٌ له من عذاب يوم عظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الماعون].

    أولئك المشعوذون الكفرة الفجرة الذين يراؤون في صلواتهم ليحسب النّاس أنّهم مُصلحون فيعجبهم قولهم، وإذا تولّوا فيهلكون الماعون وهو الحرث والنسل فيفرّقون ما بين المرء وزوجه ويزعمون إنّما أمدهم الله بجنٍّ صالحين، أولئك ألدّ الخصام للدين وللمسلمين ولله ربّ العالمين، كأمثال المُشعوذ ( محمد العوبلي ) الذي في اليمن في مدينة رداع ويقصده كثيرٌ من الذين كفروا بما أُنزل على محمدٍ من اليمن والسعودية ومختلف دول الخليج ليرجون منه الشفاء لأمراضهم، فكيف ترجون الشفاء من شيطانٍ رجيمٍ اتّخذ الشياطين أولياء من دون الله وهو من ألدّ الخصام؟! وإن أعجبكم قوله وكذبه فإنّه لمن الكاذبين ما دام يتعامل مع الجنّ الشياطين، وجميع الذين يزعمون أنّهم يملكون الجنّ فإنّهم كاذبون، وإنّما امتلكتهم الشياطين فَتَبِعوا الشياطين وتعلّموا منهم السحر لإهلاك الحرث ماعون النسل فيفرّقون بين المرء وزوجه، ولكنّ الشياطين لم تأمر ( محمد العوبلي ) بالكُفر ظاهر الأمر؛ بل قالوا له ولأمثاله إنّما نحن فتنة للمسلمين فلا تكفر ظاهر الأمر وكُن من المُصلّين واذهب للمساجد وكأنّك من المُسبّحين، أولئك ما كان لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين لأنّهم يعلمون أنّهم من {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} ألا لعنة الله على محمد العوبلي لعنًا كبيرًا.

    وأقسمُ بالله العظيم يا معشر المشعوذين إن أظهرني الله عليكم لأجتثّكم من الأرض أجمعين كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ، إلا أن تتوبوا من قبل أن يَقدِر المهديّ المنتظَر عليكم فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، وإن أظهرني الله عليكم وأنتم لا تزالون توالون الشياطين فتساعدونهم على إهلاك حرث المسلمين بواسطة مسوس الشياطين مسوس السحر للمشاركة في الحرث والنّسل حتى لا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا، ولكنّ الله عَلّم المؤمنين في السُّنة النّبويّة الحقّ أن يقولوا عند لقاء نسائهم اللاتي جعلهنّ الله حرثهم لذُريّاتِهم: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا].

    ثمّ لا يستطيع المسّ الشيطاني أن يشاركهم شيئًا في أولادهم، وإنّما المسوس من الجنّ الذين هم من ذُرّيات الشيطان إبليس، ولا يدخل الجانّ في الإنسان أبدًا وإنّما يكذبون على الذين لا يعلمون أنّهم من الجنّ ولم يعترفوا أنّهم من ذريّات إبليس إلا قليل من الشياطين، ولكنّ الله علّمكم يا معشر الذين يعالجون بالقرآن العظيم وبالرُّقية الشرعيّة أنّ الذي يتخبط الممسوس أنّه جانّ من ذُريّات الشيطان إبليس.

    تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والمسّ إذا كان برأسه فيشعر بصداعٍ شديدٍ قد يستمر ساعات، وإذا كان بصدره فيشعر بضيقٍ شديدٍ، وإذا كان في ظهره فيشعر المريض بألمٍ في مكانٍ ما في ظهره، وإذا كان بيده فيشعر أن يده خاذلة لا تكاد أن تحمل ثقلًا، وإذا بركبته فيشعر بألمٍ في ركبته، وهكذا أينما يكون المسُّ في جسم الإنسان فيؤذي الإنسان في المكان الذي هو فيه في جسمه حتى إذا ذهب إلى مكانٍ آخر في جسمه فيشعر أنّ العضو الذي كان يؤلمه قبل لحظاتٍ قد شُفي ولكنه أصبح يتألَّم من عضوٍ آخر في جسمه وهو المكان الذي انتقل مسّ الشيطان إليه، فهو يتخبطه من عضوٍ إلى عضوٍ آخر، فإذا كان بصدره فإنه يشعر بضيقٍ وكأنّه سوف يختنق المريض من قلّة التنفس فيشعر بصدره ضنك مضغوط إلى الداخل، حتى إذا انتقل المسّ من صدره إلى عضوٍ آخر فإنّ صدر المريض سوف يشعر أنّه افتكّ وذهب من صدره الضيق والضّنك، ولكنهُ قد يؤلمه المكان الذي انتقل فيه فيمرضه في عضوٍ آخر أينما يتخبّطه فيمرضه، فالممسوس من مرضٍ إلى آخر.

    ولذلك ضرب الله به مثلًا لأصحاب الرِّبا أنّه سوف يمحق الله مالَه من مشكلةٍ إلى أخرى، فإذا انقلبت مثلًا سيارته فأصلحها فتمرَض زوجته، فإذا خسر وداواها مرضت ابنته، فإذا عالجها أخذ السيل مزرعته، فإذا أرجعها مَرَض هو، وإنّما ذلك ضربُ مثلٍ أنّه سوف يصير من مشكلة إلى أخرى حتى يمحق الله مالَه من الربا، ولذلك ضرب به المثل كالممسوس الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ وذلك مريض ابتلاه الله بمسّ شيطانٍ رجيمٍ فيتخبّطه، وكل فترة يمرض عضوٌ في جسمه فيتنقل من مكانٍ إلى آخر وقريبًا، وكذلك المُرابي من مشكلةٍ إلى أخرى، وإنّما ذلك من العذاب الأدنى لعلّه يرجع المرابي إلى ربّه، ولكن الكارثة إذا كان مرابيًا ولم يصبه الله بسوء فلا يأمن مكر الله فليعلم هو وكافة الأغنياء بشكلٍ عام الذين آتاهم الله من فضله فبخِلوا به عن ربّهم أنّهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    فلا يحسبنّ الله يحبّه وهو يعلم أنّه مرابي وأمواله حرام، وإنّما يزيده الله مالًا ليزداد إثمًا وبُعدًا عن الله، وكذلك كافة الذين آتاهم الله من فضله وبخِلوا به عن ربّهم فليعلموا أنّ الله يمكر بهم فيزيدهم من فضله، وذلك مكرٌ من الله ليزدادوا إثمًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٥٤﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ﴿٥٥﴾ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكذلك جميع أهل رؤوس الأموال الزائدة عن حاجاتهم وليس فيهم خير لأنفسهم فيقرضون الله قرضًا حسنًا،
    ولكنّ الله حرّم الربا فيما بين النّاس وأحلّه عليه وحده لمن يقرض الله قرضًا حسنًا فينفق في سبيل الله فيربيه الله إلى سبعمائة ضعف وأكثر.
    تصديقًا لقول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فليعلم الذين يربون في أموال النّاس أنّه سوف يصدر فيهم بيانًا نُفصّله من محكم القرآن تفصيلًا وأُعلِّمهم كيف سوف يكون نظام البنوك الإسلاميّة والتي سوف تكسب أرباحًا طائلةً أكثر مما يربحون بالرِّبا المحرّم، وقريبًا بإذن الله سوف يصدر بيانٌ مُفصّلٌ في شأن الربا المحرّم، وتفصيل البيع، وكيف نظام البنوك الإسلاميّة في دولة المهديّ المنتظَر، والحُكم بما أنزل الله حتى تستقيموا على الطريقة الحقّ ثمّ يفتح الله عليكم بركاتٍ من السماء والأرض فتأكلوا من فوقكم ومن تحت أرجلكم.

    وقد أوشكت بنوك الرِّبا أن تُسحق بسبب إعلان الحرب العالميّة من ربّ العالمين على بنوك الربا ثمّ لا تجدون سبيلًا ولا مخرجًا إلا الحُكمُ بما أنزل الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّـهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٢﴾ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٢٧٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٤﴾ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٨٠﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    مُفتي العالم كافة بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. فهل تريدون ما بدأناه نعيدُ كتابته من جديدٍ وقد كتبناه منذ أمدٍ بعيدٍ؟ وأبشركم ببأسِ من الله شديد، وذكّر بالقرآن من يخاف وعيد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى سماحة الشيخ شوقي إبراهيم عبد الكريم علّام مفتي الديار المصرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2019, 01:07 AM
  2. فهل تريدون ما بدأناه نعيدُ كتابته من جديدٍ وقد كتبناه منذ أمدٍ بعيدٍ؟ وأبشركم ببأسِ من الله شديد، وذكّر بالقرآن من يخاف وعيد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى سماحة الدكتور محمد الخلايلة المفتي العام للمملكة الأردنية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2019, 01:07 AM
  3. [ فيديو ] قرب قيام السّاعة، ونفي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام .. إلى أبي راشد الذي أتى من جديدٍ ليحاجِج بالقرآن المجيد.
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-10-2018, 10:03 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •